الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تثير زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى المملكة والمنطقة اهتمام غير مسبوق في جانبها السياسي والاقتصادي، وسط تكهنات عديدة بشأن أجندة الزيارة. وتشمل الزيارة السعودية وقطر والامارات، ويتوقع أن خلالها صفقات تجارية كبرى، مع حضور قوي للجانب السياسي في ظل الدور الذي تلعبه الرياض لحل عديد من النزاعات في العالم، فضلا عن ثبات موقفها تجاه قضايا المنطقة. وأكد البيت الأبيض وفقا لقناة CNN أن ترمب يتطلع لـ”عودة تاريخية” إلى المنطقة، في أبرز زيارة خارجية يجريها منذ عودته إلى البيت الأبيض مطلع العام، ونبهت القناة الى أن الزيارة ستطغى عليها ملفات من بينها الحرب في غزة والمباحثات النووية مع إيران.
السعودية وجهة أولي
من جانبها قالت إذاعة صوت ألمانيا في تعليقها على الزيارة أن قرار ترمب مجدداً تخطي الحلفاء الغربيين التقليديين واختيار دول الخليج كمحطة خارجية أولى له (باستثناء زيارته الفاتيكان للمشاركة في تشييع البابا فرنسيس)، يعتبر مؤشرا على الدور الجيوسياسي المتزايد الذي تحظى به هذه البلدان، إضافة الى مصالحه التجارية الخاصة في المنطقة.
التجارة والاستثمار
في ذات الاتجاه مضت صحيفة (الجارديان) البريطانية حيث قالت أن ترمب يبدأ جولة في الشرق الأوسط للقاء حلفائه في الخليج. لافتة الى أن الرئيس حريص على مناقشة التجارة والاستثمار، لكنه لا يخطط لزيارة إسرائيل. ولفتت الصحيفة البريطانية الى أن دونالد سيبدأ هذا الأسبوع أولى رحلاته الخارجية في عهد إدارته الثانية بجولة في الشرق الأوسط، سعيًا منه لتأمين صفقات استثمارية وتجارية وتكنولوجية، وسط مفاوضات مضطربة حول العديد من الصراعات الإقليمية، بما في ذلك حرب إسرائيل على غزة.
واعتبرت الصحيفة أن هذه الجولة في الشرق الأوسط تكرارًا لجولته الدولية الأولى عام 2017، حين حظي بإشادة واسعة في المنطقة كقائدٍ جادٍّ يسعى لتحقيق مكاسب سريعة، وقادر على دعم المصالح الاقتصادية والجيوسياسية. وأشارت الصحيفة الى أن المفاوضات في المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات ستركز على عدد من المواضيع، بما في ذلك النفط والتجارة، وصفقات الاستثمار، والصراعات الإقليمية، والمفاوضات بشأن البرنامج النووي الإيراني، وغيرها من القضايا.
منطق “رابح رابح”
لكن الهدف الرئيسي لترمب هو الخروج من المنطقة معلنًا أنه يضع أمريكا أولاً، كما يقول المراقبون. من جانبه قال ستيفن كوك، الباحث البارز في دراسات الشرق الأوسط وأفريقيا في مجلس العلاقات الخارجية: “أعتقد أن ما يسعى إليه بوضوح من هذه الزيارة هو إبرام صفقات، والإعلان عن صفقات متعددة بمليارات الدولارات”. وأضاف: “يتأثر نهج الرئيس في السياسة الخارجية بشكل كبير برؤيته للإدارة الاقتصادية. وقال كوك إن ذلك يتوافق مع سياسته “أمريكا أولاً” التي تُعطي الأولوية للمصالح المحلية. وقد تسعى دول المنطقة في المقابل أيضًا وفقا للصحيفة إلى الوصول إلى صادرات أشباه الموصلات الأمريكية المتقدمة، وسترغب الرياض في إبرام صفقة بشأن البنية التحتية النووية المدنية، والتي كانت مرتبطة سابقًا بتطبيع المملكة للعلاقات مع إسرائيل. (لكن مصادر أكدت وفق ما نقل أن هذه الاتفاقية غير مرتبطة بأي تفاوض مع إسرائيل). من جانبها أشارت إدارة ترمب إلى أن القضيتين لم تعدا مرتبطتين.
الملفات الساخنة
ومضت وسائل اعلام غربية في ذات السياق، حيث قالت شبكة “سي ان بي سي” في تناولها للزيارة أن هذه الجولة تعتبر ذات أهمية كبيرة، حيث تأتي في ظل توترات جيوسياسية متصاعدة، وهو ما سيجعل على طاولة المناقشات عدداً من الملفات الساخنة ذات الاهتمام المشترك بين الولايات المتحدة ودول مجلس التعاون الخليجي التي قد تكون بنفس القدر من الأهمية مثل ملفات العلاقات الثنائية . ومن المنتظر أن يتناول جدول أعمال الزيارة الملفات الثنائية مثل النفط، والعلاقات التجارية، وصفقات الاستثمار، وربما صفقات الأسلحة، إلى جانب إمكانية تطوير سياسات جديدة في مجالات صادرات أشباه الموصلات المتقدمة والبرامج النووية. وعلى مستوى الملفات الخارجية الأخرى، قد يكون من بين المناقشات ملف وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة والقضية الفلسطينية، إلى جانب مفاوضات السلام مع روسيا وأوكرانيا، وملف التفاوض على البرنامج النووي الإيراني، وربما ملف العقوبات على سوريا، وعمليات جماعة الحوثي اليمنية والملاحة في البحر الأحمر.
ويتمتع الرئيس الأميركي منذ فترة طويلة بعلاقات ودية مع دول مجلس التعاون الخليجي، خاصة الإمارات والسعودية، مع امتلاك أبنائه العديد من المشروعات التجارية وتخطيطهم لتنفيذ مشروعات أخرى عقارية.. وقالت وسائل إعلام إنه من المحتمل أن تعزز قوة هذه العلاقات موقف الدول الخليجية الثلاث في حالة التفاوض على صفقات تجارية جديدة مع واشنطن.. كانت السعودية المحطة الأولى لأول رحلة خارجية خلال الفترة الرئاسية الأولى لترمب، كما استضافت مؤخراً مفاوضات بين روسيا وأوكرانيا بهدف إنهاء الحرب بينهما.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال