الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كشفت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية عن وجود سباق بين الشركات في الولايات المتحدة لإعادة حجز الطلبات الملغاة وتأمين أماكن على سفن الحاويات لنقل البضائع من الصين إلى الولايات المتحدة، بعد إعلان هدنة تجارية بين البلدين في 12 مايو الجاري تتمثل في خفض كبير جدا في الرسوم الجمركية يستمر لمدة 90 يوما في خطوة تهدف إلى تهدئة التوترات التجارية وتحفيز حركة التجارة بين أكبر اقتصادين في العالم.
وقالت الصحيفة، في تقرير لها، إن الإعلان عن الهدنة التجارية أدى إلى إطلاق موجة من الطلب المكبوت أو الطلب المؤجل، وذلك في إشارة لوصف حالة يكون فيها المستهلكون أو الشركات قد أجلوا عمليات الشراء أو الطلبات لفترة من الزمن بسبب ظروف اقتصادية، أو عدم يقين، أو قيود مثل الرسوم الجمركية، وفور زوال هذه العوائق، ينفجر هذا الطلب دفعة واحدة، مؤكدة تضاعف الحجوزات على الحاويات المتجهة إلى الولايات المتحدة من الصين أكثر من الضعف.
وذكرت الصحيفة أن الحجوزات قفزت إلى ما يعادل حوالي 2.2 مليون حاوية بحجم 20 قدما، وهو مستوى لم يسجل منذ أكثر من عام، وذلك وفقا لبيانات شركة / فزيون/ المتخصصة في تتبع الحاويات، ومزود البيانات /دان آند برادستريت/ ( Dun & Bradstreet).
ولفتت الصحيفة إلى أن المديرين التنفيذيين والمتخصصين في اللوجستيات والمحللين يتوخون الحذر تجاه قوة الانتعاش المرتقب، مشيرين إلى وجود قدر كبير من عدم اليقين بشأن سياسة التعريفات الجمركية وصحة الاقتصاد الأمريكي الذي يعتمد بشكل رئيسي على الاستهلاك، ما يجعلهم مترددين في زيادة الطلبات الجديدة.
في المقابل، نوهت الصحيفة بترحيب العديد من المصنعين الصينيين بأي انتعاش في النشاط الاقتصادي، بعد أن أدت الرسوم الجمركية المرتفعة إلى تجميد الطلبات وإيقاف خطوط الإنتاج.
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن ليزا وانغ، مندوبة مبيعات في مصنع نسيج بمقاطعة تشجيانغ الصينية القول، إن فترة التوقف عن فرض الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما كانت بمثابة دعم مهم لشركتها حيث تمكنت من شحن حوالي اثنتي عشرة حاوية من الطلبات التي كانت متأخرة، وكانت معظمها تحتوي على واقيات المراتب والوسائد.
وأوضحت ليزا وانغ أن الشركة تسرع في الشحن الآن لأنها غير متأكدة من الإجراءات التي ستتبع بعد انتهاء فترة الـ90 يوما.
وأبرزت الصحيفة أن مسؤولي الشحن في آسيا يواجهون تحديات بسبب نقص السفن المتاحة لنقل البضائع إلى الولايات المتحدة بشكل فوري، حيث حولت شركات النقل بعض السفن التي كانت تشحن عادة إلى الساحل الغربي الأمريكي من الصين إلى مسارات أخرى أكثر ازدحاما، نتيجة التأثير السلبي للرسوم الجمركية على حركة التجارة بين البلدين.. كما استبدلت بعض شركات النقل سفن الحاويات الكبيرة بسفن أصغر، بينما ألغت شركات أخرى بعض الرحلات المجدولة بالكامل، بحسب مسؤولي الشحن.
ولفتت الصحيفة إلى أن أسعار الشحن تشهد حاليا ارتفاعا ملحوظا مع تنافس المستوردين على المساحات المحدودة، وسط سعي شركات النقل لإعادة سفنها إلى المسارات الأصلية.
ونقلت في هذا الخصوص عن أحد كبار المسؤولين التنفيذيين في قطاع الخدمات اللوجستية في آسيا قوله: “إن الأيام التسعين المقبلة ستكون فوضوية للغاية”، مشيرا إلى أن إعادة السفن التي تم تغيير مسارها ستستغرق أسابيع.
ومع ذلك، حذرت الصحيفة من أن فترة التسعين يوما قد لا تكون كافية للعديد من الصناعات التي تحتاج إلى وقت كاف لطلب المنتجات وتصنيعها وشحنها عبر المحيط الهادئ.
ونقلت الصحيفة عن فينسنت أمبروز، المدير التجاري لشركة “فرانكلن WH لتخزين الطاقة”، التي تصنع وحدات تخزين الطاقة المنزلية في كاليفورنيا ومدينة شينزن بالصين، القول إن فترة الإعفاء من الرسوم الجمركية لمدة 90 يوما ليست كافية لتعزيز المخزون بسرعة، لأن عملية التصنيع والتسليم تستغرق عادة حوالي 12 أسبوعا.
وأضاف أن الشركة تواجه صعوبة في المنافسة مع شركات كبرى مثل أمازون وآبل ومارت على المساحات المحدودة في سفن الشحن المؤقتة المتعاقد عليها مع الولايات المتحدة.
وبموجب الاتفاق، ستنخفض التعريفات الجمركية التي فرضها الرئيس الأمريكي دونالد ترمب على الصين من 145% إلى 30%، حيث ستنخفض الرسوم الأساسية من 125% إلى 10%، بينما ستظل الرسوم الجمركية المنفصلة البالغة 20 في المئة المفروضة بسبب ما وصفه البيت الأبيض بدور الصين في تجارة مادة الفنتانيل، قائمة.
ويقول مسؤولون تنفيذيون في الصناعة إن فرض تعريفة جمركية بنسبة 30% لا يزال يشكل حاجزا لكبح حركة التجارة، وإن لم يكن بنفس حدة التعريفات السابقة التي وصلت إلى 145%، فيما تخضع بعض المنتجات الصينية لتعريفات أعلى من الحد الأدنى المتفق عليه بسبب الرسوم الجمركية السابقة، ما يجعل دولا أخرى تبدو أكثر جاذبية للتصنيع، بحسب الصحيفة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال