الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في سوق الأسهم، يعتبر مكرر الربحية من ضمن أهم المؤشرات لبناء قرار استثماري جيد في سوق الأسهم، وللحقيقة فإن مكرر الربحية ليس مجرد مؤشر للاستثمار في سوق الأسهم فقط، بل هو من أهم المؤشرات عند الرغبة في أي استثمار وفي أي مجال، من المهم أن يعرف المستثمر الصغير قبل الكبير متى تستطيع التدفقات النقدية الناتجة من أرباح استثماراته أن تعيد رأس ماله، ولفهم هذا الموضوع بشكل أوسع يجب أن نعرف أننا عندما نغامر باستثمار ما معنا من أموال فإننا نقرر ببساطة تأجيل الاستهلاك الذي نحبه، هذا هو جوهر الموضوع وأصله، بل مدار القضية الاستثمارية كلها. الأصل في الإنسان أنه مستهلك أساسي، ويقع في نهاية السلسلة الغذائية، فوجوده مرتبط بحبه للاستهلاك، فالاستهلاك هو غاية في ذاته وهدف لأعمالنا، نريد أن نأكل لنعيش ونريد أن نستمتع بالأشياء من حولنا، لكن هذا السلوك الإنساني الفطري يتعارض تماما مع مفهوم الادخار والاستثمار، فلماذا -على الرغم من هذا التعرض الواضح – يقوم الإنسان العاقل بمعاقبة فطرته ومعاندتها ويقرر طوعا أن يستثمر؟ أي أن يدفع الأموال التي بيده اليوم ويستطيع أن يستخدمها في الاستهلاك والرفاهية في شراء منتجات استثمارية كالأسهم، لا يمكنه استهلاكها أو التمتع بها ماديا. إن الإنسان بهذا السلوك -الفطري أيضا- يقوم بتأجيل رغبته اليوم في الاستهلاك، وذلك من أجل تعظيم قدرته على الاستهلاك، لكن في المستقبل ولن يحدث ذلك إلا من خلال تعظيم قدرته على الشراء في المستقبل مع بقاء ثروته بلا تغيير وهذا الاستثمار. إذًا فالقاعدة الأساسية في أي عملية استثمارية هي تعظيم القدرة على الاستهلاك في المستقبل. بخلاف ذلك فإن العملية الاستثمارية تفقد معناها وقدرتها على تحسين معيشة الإنسان أو بيئته. لكن ما علاقة هذا بمفهوم مكرر الربحية؟.
من المهم جدا في القرار الاستثماري الجيد أن تكون هناك بدائل، بلا بدائل لا يوجد قرار. القرار الاستثماري هو اختيار بين بدائل من منتجات استثمارية متعددة، بين أسهم مختلفة مثلا أو بين أسهم ومنتجات بنكية، أو القيام بمشروع صناعي أو تجاري. أهم عامل للمقارنة بين هذه الخيارات هو القدرة على تحقيق أعلى وأكبر استهلاك في المستقبل مع أقصر فترة. وهذا يحدث إذا حققت هذه الاستثمارات عوائد مناسبة. فمثلا إذا أردت أن تستثمر ألف ريال في أسهم أو منتج لأحد البنوك، أو مشروع ما، فإن أفضل خيار لك هو الاستثمار الذي يستطيع أن يمنحك عوائد تقارب قيمة ما أودعته ”أي ألف ريال”، لكن في أقل فترة، ”أي مقارنة العائد مع الفترة” فإذا كان السهم سيعطيك عائدا سنويا 10 في المائة، ”100 ريال سنويا”، فإنك تستطيع الحصول على ألف ريال علاوة على استثمارك الأولي يمكنك من استهلاكها في منافعك الخاصة خلال عشر سنوات مع بقاء ثروتك على حالها. وإذا كان هناك مشاركة مع بنك تعطي 5 في المائة فإنك تستطيع العودة إلى القدرة على الاستهلاك مع بقاء ثروتك خلال 20 عاما، وإذا استثمرها في مشروع خاص يعطي 20 في المائة فإنك تستطيع العودة إلى الاستهلاك مع بقاء الثروة خلال خمس سنوات. وهذا هو معنى مكرر الربحية.
إذًا فمكرر الربحية هو الذي يخبرك متى ”ما هي المدة؟”التي يمكن العودة فيها إلى الحالة نفسها من القدرة على الاستهلاك ”أو إعادة الاستثمار” مع بقاء ثروتك كما هي.وبما أن هذه الرغبة في تقليل فترة الاستثمار هي سلوك فطري، بل هي السبب الرئيس في إنشاء الأسواق المالية والشركات المساهمة، فإن المستثمرين يبحثون عادة عن تلك الأسهم التي لديها أدنى مكررات ربحية. وأن أفضل الفرص تظهر عندما تكون الشركة عند مستويات من مكررات الربحية الدنيا وفقا لتاريخها، ذلك أن الصناديق الاستثمارية تكون عطشى لمثل هذه الفرص، وما أن تصل الشركة إلى هذا المستوى حتى تبدأ في الشراء، ما يحقق فرصا حقيقية للمستثمر الصغير خاصة. لذلك فمن الأفضل للمستثمر الذي يهدف إلى استثمار متوسط الأجل ”سنة أو سنتين” أن يتابع مكررات الربحية أكثر من متابعة الأسعار، وأن يشتري مكرر ربحية وليس أسعارا. فالقضية ليست سعرا مرتفعا أو منخفضا ”مقارنة بالسوق” بل مكرر ربحية منخفض أو مرتفع مقارنة بالسوق. واليوم هناك الكثير من الجهات توفر معلومات جيدة وفورية عن هذا الرقم المهم.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال