الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Twitter @awalmatar
تحدثنا في المقال السابق عن مكون الثقافة في المجتمعات وأهمية الثقافة الإقتصادية بشكل خاص وتأثيرها على الفرد. كما ركزنا على فترة الطفولة وواجب تهيئة الأبناء منذ الصغر لتعلمها وتطبيقها، نركزاليوم على شريحة مهمة من مجتمعنا ألا وهي الشباب.
الشباب مرحلة مهمة جدا في حياة الإنسان وتعتبر مرحلة مفصلية يؤسس فيها الفرد قاعدته الفكرية ومهاراته السلوكية والعملية .
التعليم الجامعي هدف يسعى له الأغلبية العظمى من العوائل وتطمح لتسجيل أبنائها في أفضل الجامعات من ذات الإسم العريق والجاذب للشركات الموظفة لكن للحصول على هذا المقعد يستلزم إعداد وترتيب مسبق من الوالدين.
تبدأ الحاجة للتخطيط منذ الصغر عن طريق توفير جزء معين من الدخل الشهري ووضعه في إستثمار آمن يحافظ على رأس المال ويحقق نموا جيدا على المدى الطويل . الإعتماد على مجانية التعليم أو نظام البعثات فيه مخاطرة فليس هناك ضمان لتوفرها بعد 10-15 سنة ولذا ينبغي الإعداد لمثل هذا اليوم.
يأتي بعد ذلك إختيار مجال الدراسة، حيث يتعين الإلتفات الى ثلاثة أشياء أساسية
وضع سوق العمل الحالي والتوجه المستقبلي: سوق العمل يتغير بإستمرار تبعا للدورة الإقتصادية من ركود ونمو بالإضافة لتوجه نشاطات الشركات تبعا للميزة النسبية للبلاد والموارد الموجودة والسياسة العامة المتبعة.
الخيارات المتاحة للطالب ومدى توفر الجامعات/التخصصات المطلوبة في مكان إقامته أو إمكانية الإلتحاق بها.
القدرات الخاصة للفرد من ناحية الإستيعاب وقدرته على التميز. تطمح أغلب العائلات في دخول أبنائها تخصصات الطب والهندسة لكن الواقع يقول لنا أن ليس كل من رغب بشئ تكون له القدرة على تحقيقه.
في دراسة حديثة لسوق العمل الأمريكي، وجد أن الوظائف ذات العلاقة بالطب والنفط سيطرت على جدول أعلى الرواتب وفي مقدمتها طب الجراحة بمعدل رواتب سنوية يبلغ 288 الف دولار(1.08 مليون ريال سعودي).
تتميز تخصصات الطب والهندسة بشكل عام بتواصل الطلب عليها مهما تغيرت الظروف المحيطة لكن الفارق يكمن في إختيار التخصص الذي سيكون عليه طلب أكثر خلال السنوات القادمة. يفضل دائما إستشارة المتخصصين من أصحاب الخبرة في التوجه العام للشركات بالإضافة لزيادة الإطلاع وتطوير الثقافة العامة كما ذكرنا سابقا.
في مرحلة الدراسة بمختلف التخصصات(غير الإقتصادية)، يغفل العديد عن جانب مهم جدا في مستقبلهم الوظيفي. في مرحلة ما سيصل البعض المتميز الى مواقع قيادية في الشركة التي يعمل بها .
وشيء يجب عدم إغفاله أبدا أن الشركات هدفها الربح وتحتاج دوما المدير المتمكن من الشئون المالية . يستوجب ذلك من طلبة الجامعات إدراج مواد ذات تخخصصات إقتصادية في دراستهم مهما كان نوع تخصصهم. سيجد فائدة كبيرة لها مستقبلا كما أنها ستساعده كثيرا على إدارة شركته الخاصة حينما ينوي إتخاذ هذه الخطوة.
يفترض على الشاب/ة عدم جعل الحصول على الشهادة الجامعية الهدف الأوحد فسوق العمل يتواجد فيه الكثير من حملة الشهادات المماثلة لكن مايميز الفرد عن الآخر هو المهارات والمعارف التي تعلمها خلال الدراسة ومدى إمكانية تطبيقها على المنشأة التي سيعمل بها وبالتالي تطوير أعمالها وزيادة ربحيتها.
كما ينبغي عدم الإنفصال عن البيئة العملية سواء عن طريق الإطلاع على الأعمال أو العمل بوظيفة صيفية لزيادة مهاراته ودخله.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال