الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Twitter @awalmatar
نقل الأخبار وتبادل المعرفة مكون أساسي في الإنسان منذ القدم ويتطور مع التقدم إلى تنتجته البشرية بإستمرار. في وقتنا الحالي ساهمت التقنية الحديثة في جعل وسائل الإتصال متاحة نظريا لكل سكان الأرض بعد أن كانت محصورة بالحكومات ووكالات الأنباء الكبيرة.
ماأود التركيز عليه في هذا المقال هو وسائل الإعلام الإجتماعي الحديثة من تويتر،واتساب وفيسبوك وتداعيات إستخدامها لنقل الأخبار.
مكونات الخبر يمكن أن تحدد بالأجزاء التالية
· مصدر الخبر
· الموضوع
· مصداقيته والمصادر التي يعتمد عليها
· حرية الإعلام في المنشأ والمصدر
· الهدف من نقله
· وسيلة النقل
· المتلقي والخيارات المتاحة أمامه
هذه المكونات ودرجة إكتمالها/جودتها تلعب دو رئيس في تقييم الخبر المنشور ومدى تأثيره على المتلقي وهي في المجمل تعتمد بشكل كبير على المكونين الأساسيين ، الخبر والناقل.
اتاح إستخدام وساط الاتصال الإجتماعية المذكورة فرصة عظيمة للجميع وسهلت نقل الأخبار واختصرت الزمن وكبرت حجم المحيط المتلقي بشكل لم يشهده التاريخ قبلا . لقد أصبح بإمكان طفل مراهق صياغة خبر ونشره مباشرة على حسابه في تويتر مثلا بدون أي رقابة وليصبح في تناول قطاع عريض من مستخدمي التطبيق خلال ثواني . ونفس الشئ اصبح متاحا للإعلام المرئي ، بحث أصبح تصوير حدث ونشره عن طرق الفيسبوك مثلا يتيح للمصور عرضه نظريا على جمهور يتجاوز عدده الملايين.
ساهمت هذه الوسائل في تفعيل الشبكات الإجتماعية وتكوين مجموعات عائلية/مناطقية وغيرها تتبادل بينها الأخبار بشكل نشط وموسع وسط غياب ملاحظ للتوثيق والتأكد من صحة الخبر وصدق صياغته. الهدف من نقل الخبر يختلف بشكل كبير بين الأفراد/المؤسسات ولكل شخص مرجعية مختلفة ونية قد لايظهرها للجمهور المتلقي.
بشكل عام الفرد يحب أن يكون محور إهتمام محيطه ( العائلة والمجتمع) وعامل مهم قد يساعده في تحقيق أهدافه هو نقل الأخبار مما يجعله مصدر الجديد. الناشر هنا يختلف بكونه محرر الخبر بالأصل ومايتبعه من حرصه عى دقته أو يكون ناقل للخبر ومايتبعه من مستوى التدقييق في المصدر والمحتوى.
منطقيا لاعيب أبدا في الرغبة في التميز لكن المشكلة تكمن في تساهل الفرد بمستوى دقة الموضوع ونسبه لصاحبه. مع الأنظمة الجديدة ، من السهل تأسيس حساب لشخصية مشهورة ( ووضع تهجئة مختلفة قليلا باللغة الإنجليزية) ومن ثم نشر كلام ملفق على لسانه. ومن الأسهل منها كتابة موضوع كامل على الواتساب وتذييله باسم كاتب او سياسي مشهور وإرساله لمجموعات الإتصال ومن هناك ينتشر مثل النار في الهشيم.
المشكلة الأخرى ، هو أن الكثير يتساهل وببلادة من التيقن من الطرح ونوعيته لدرجة أن تصل لعديد منا رسائل لأخبار مغلوطة ملحق بها رابط لخبر صحيح ولكنه مختلف جذريا عن الخبر المرفق. المضحك أن المرسل لو فكر للحظة وفتح الرابط لتأكد من كذب الخبر ولكن الإستعجال لنشره ( بغية السبق أو الكسل ) يضعه في موقف محرج أمام الناس بشكل عام .
المساهمة بتثقيف المجتمع والمقربين لنا وأنفسنا ضرورة ملحة وهي ستساهم في تقليل انتشار الإشاعات التي زادت عن حدها. المشاركة الإجتماعية والتواصل مهمين ولكن لنتمهل قليلا قبل المساهمة في نشر أخبار ليست إلا إشاعات لانعلم ماهي أهدافها الحقيقية. من أهم الطرق التحقق من مصدر الخبر وعدم الإعتماد على نص كلام يتداول في الواتساب أو موقع أخبار أقرب مايكون للجرائد الصفراء . ولنتذكر أن من السهل تأسيس صفحات في الانترنت ووضع أخبار كاذبة تكون بداية للإشاعات.لنتذكر أن مصداقية الفرد تتأثر بمدى صحة ماينقله ووضع جملة كما وصلني لاتكفي.
تحقق ثم أنشر لو أردت ولاتكن مساهما في نشر أخبار ليست موثقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال