الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الثقافة مكون أساسي للمجتمعات البشرية بشكل عام وللفرد بشكل خاص. فهي تحدد بشكل كبير سلوك الفرد وطريقة نعامله بمحيطه وبالعالم بشكل أوسع. ثقافة الفرد تؤثر بشكل كبير ومباشر على الخيارات التي يقوم بها خلال حياته من مكان العيش، التعليم الزواج والدين الذي يتبعه. من ناحية إقتصادية تؤثر ثقافته على العمل الذي يختاره،منزله الذي يسكن فيه وحجم دخله وطريقة صرفه.
سنحاول في سلسلة من المقالات تسليط الضوء على الجانب الإقتصادي من الثقافة كونها تمس جانب مهم جدا من حياتنا الا وهو الدخل المتاح والسبل الأمثل نسبيا لصرفه والإنتفاع منه في تطوير مستوى رفاهية الفرد. جانب مهم آخر في الثقافة الإقتصادية هو تعلم واتباع أفضل الطرق لتنمية الثروة مهما صغرت عن طريق توجيهها في القنوات الإستثمارية التي تنساب توجه الفرد ودى توفرها.
سوف نركز اليوم على جانب مهم في الثقافة الإقتصادية ألا وهي التربية والتنشئة. تنمية المال تحتاج لقاعدة تبدأ منها طريق النجاح ولها أساسيات يجب الالتفات لها مع الأخذ بعين الإعتبار أنه لاتوجد طريقة واحدة للنجاح لكن أغلبها يصب في طريق واحد.
لنذهب الى بداية الخيط، الحكاية تبدأ منذ الصغر حيث يتوجب على الوالدين تنمية حس الإقتصاد والتدبير عن طريق إستغلال الموارد الممكنة من خلال تربية أبنائهم. لاتستصغر إدراك الطفل فالعديد من الأثرياء حاليا ممن يملكون المليارات بدأو شق طريقهم للقمة منذ الصغر والكفاح يبدأ هنا.
في قصة نشرت في الصحافة عن سيدة أعمال برازيلية ذكرت ماريا داس، واحدة من أبرز سيدات الأعمال في دولة البرازيل، بدأت مشوارها مع عالم المال والأعمال من الصفر، واجهت الكثير من التحديات وكافحت لتصبح رئيسة شركه بتروبراس (أكبر شركة نفط في أميركا اللاتينية، حيث تبلغ قيمتها السوقية حوالي 150 مليار دولار).
تقول هي عن طفولتها: «لم أكن أعرف إذا كنت سأستمر في الذهاب إلى المدرسة أم لا، حيث كنت عاجزة تماما عن دفع ثمن الكتب المدرسية، وبسبب ذلك كنت أضطر في كثير من الأحيان إلى جمع القمامة القابلة لإعادة التدوير التي كانت ملقاة في الشوارع».
لكي ينجح أبناؤنا، يحتاجوا النصح والتوجيه في صغرهم وهو مايساعد على زرع الأساسيات الإقتصادية في فكرهم. قارن قصة طفولة السيدة البرازيلية مع العديد من قصص نجاح رجال الأعمال. ركز في تربية أبناءك أن المال وسيلة لتحقيق رفاهية العيش الكريم وليس هدفا بحد ذاته لكي لايتمادى الطفل ويبخل على نفسه مستقبلا.
وضح لطفلك أن المال لايأتي من الفراغ وأنه يستوجب علينا أن نعمل لنكسبه. الكماليات من ألعاب ومطاعم وترفيه تأتي بعد توفير الجوانب المعيشية الأساسية من سكن، تعليم، علاج ومصاريف المنزل.
حدد مصروف محدد منذ الصغر لكل طفل واجتهد ما أمكن في التشديد على الإلتزام به.
– أول خطوة لصنع ثروة هو الإدخار وهو يبدأ من الطفولة.
– تشجيع الطفل على تقدير العمل يتم بالإقتداء بوالديه وحرصهم عليه.
– العمل في الإجازات الصيفية يكسب الولد درسا عمليا في كيفية كسب المال وتقدير قيمته.
– منح مكافأه مالية أو هدية قيمة يتبع الإنجاز المحقق، ضع أهدافا لأطفالك لتشجعهم.
– زيارة الطفل لمقر عمل والده والإطلاع بشكل مبسط على طريقة عمل الشركات يحفز ذكاءه ويفتح له مجال التعلم العملي.
في ختام هذا الجزء، أحب أن أركز على أن غرس المفاهيم الإقتصادية في عقل الطفل ليس سهلا ولكنه سيساهم بشكل كبير في بناء شخصية طفلك وإعداده للتحديات التي ستواجهه عندما يكبر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال