الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في وطننا الغالي نقاط تجمعنا من كل جنباته الغالية. أذكر الأحساء كل صباح مع احتساء أول رشفة قهوة، أذكر نخيلها التي باعدت بيننا المسافات صغيراً وكبيراً، لكني ما برح دأبي عندما أصل لهناك، أن أحط الرحال كمن وصل إلى بيته الصغير الجميل الدافئ الحاني الذي لا يملك مأوى سواه.
الأحساء لها من اسمها نصيب، بل كل النصيب، فهي الماء في الصحراء، وهي الواحة في قفار جدباء.
الأحساء حاضرة في قلوب السعوديين جميعاً؛ فهي حاضرة الخليج العربي الأجمل والأكبر والأغنى منذ أن بدأت الحضارة تخط خطوطها الأولى، فكانت تقاطعاً مهماً في ممرات ومسالك «طريق الحرير»، أهم طرق التجارة العالمية في العالم القديم. والتجارة والأحساء صنوان، فالعقير كان ميناؤها المزدهر المزدحم ملاذاً للبحارة ومقصداً للنواخذة والطواويش الكبار، فـ«الغيص» كان للأحساء وكانت هي له، ولعل أهم فصول تاريخه كتب في الجشة، وكتبه أبناؤها في طول الخليج وعرضه، وللعقير كانت تُرسل البضائع من الأحساء وتُجلب.
ولن يتسع المجال للاستطراد، لكن قد يكفي للقول إن ما لقيه منتدى الأحساء للاستثمار في دورتيه السابقتين على المستوى الرسمي ومن القطاع الخاص يبين مكانة «واحة الاستثمار»، وقد أسهب من شارك وحضر في بيان مزايا الأحساء ومناخها الاستثماري والفرصة الواعدة بها.
وفي هذا السياق فإن الانفاق الحكومي قد شهد ارتفاعاً ملحوظاً لاستكمال وتحديث وتوسيع البنية التحتية للأحساء بما يساهم في جذب المزيد من المستثمرين وفي توليد فرص العمل للموارد البشرية.
وفي الدورة الثالثة للمنتدى سيحدث دعم شركة أرامكو السعودية فارقاً إيجابياً ملموساً، ليس فقط نتيجة للمساهمة المالية في تنظيم المنتدى بل لعل الأهم من ذلك بجهود ثلة من منسوبي الشركة الوطنية الرائدة ممن وضعوا خبرتهم ووقتهم وحماسهم تحت تصرف غرفة الأحساء رغبة في إخراج المنتدى في أفضل حلة.
ولا بد من بيان أن عدداً من المبادرات المهمة أطلقت في طريقها للانطلاق بما يحسن مناخ الاستثمار ليعزز تنافسيته ويؤدي لاستقطاب المزيد من المستثمرين من أنحاء المملكة ومن الأشقاء في دول المجلس المتاخمة ومن المستثمرين الأجانب؛ فقد دفعت جهود مكثفة من هيئة الطيران لترقية مطار الأحساء ليستقبل وتغادر منه رحلات دولية، وما أعلنت عنه هيئة المدن الصناعية من تسمية مدينة سلوى الصناعية كأحد اكبر المناطق الصناعية في المملكة بمساحة تقدر بنحو 300 مليون متر مربع وبموقع جغرافي استراتيجي تصعب منافسته.
ولعل من أهم الأحداث الاقتصادية التي أعلن عنها خلال العام والتي أتت ثمرة لجهود مكثفة بقيادة الهيئة العامة للسياحة تأسيس شركة لتطوير العقير التي خرجت بدعم جلي من مجلس الوزراء كما أن المساهمة في رأس مال الشركة أتت من الصناديق التنموية وشركات القطاع الخاص الرائدة بما يؤكد ثقة هذه المنظومة من العوائد الايجابية للاستثمار في الأحساء.
لعل في الجعبة الكثير، وهو ليس كثيرا للأحساء من حيث الامكانات ولاسيما مواردها البشرية الراغبة للعمل المتحرقة لخدمة الوطن وتحقيق الذات والسعي لحياة أفضل، لاسيما أن فضائل العمل تلقنها الأسر لأبنائها حتى قبل نعومة أظافرهم.
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال