الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التخوف من ارتفاع امدادات النفط الصخري إنه قد يؤثر على البترول الخام لدى منظمة الانتاج “اوبك”، حيث أن الاقتصاد العالمي في المدى البعيد يحتاج إلى امدادات طاقة جديدة لضمان استقرار الاقتصاد العالمي, لذلك سيكون النفط السجيل (الصخري) مكملاً للنواقص ولن يؤثر على البترول الخفيف والثقيل والسبب استمرارية نمو الاقتصاد العالمي كفيل برفع مستويات الطلب الذي يسمح بمواصلة الإنتاج.
وقد ساهمت طفرة النفط الصخري في أميركا الشمالية إلى جانب الإنتاج القياسي من السعودية في وقف ارتفاع أسعار النفط في العام المنصرم، إذ جرى تداول خام برنت القياسي بين 100 دولار و120 دولاراً للبرميل في معظم الأشهر الاثني عشر الماضيةنتطرق الى النفط الصخري أو كما يسمى النفط السجيل.
النفط السجيل وهو النفط الصخري وقد يسمى حتى بالبترول الحجري، عبارة عن مركب صلب ذو نشأة عضوية تشكل في ظروف مائية.
ويعرفه الجيولوجيين على إنه (النفط الصخري) عبارة عن صخور رسوبية تتكون أساسا من المواد العضوية (الحيوانات والاحياء البحرية والنهرية) التي تجعلها مماثلة للنفط. وعادة ما تكون بنيته رقيقة.
عند تسخين النفط الصخري في ظل انعدام الهواء يتشكل لدينا هيدروكربونات سائلة أوغازية وتمثل المادة الجديدة المتشكلة بسبب التسخين في ضل انعدام الاكسجين ما نسبته 20 – 70% من الحجم الأولي.
الهيدروكربونات السائلة الناتجة عن تسخين السجيل (الصخر الرسوبي النفطي) هي الزيت الصخري – الراتنج القريب من حيث التركيب من الهيدروكربونات النفطية والتي يمكن اعتبارها نفط غير تقليدي (سجيل او زيت صخري).
وفقا لخبراء تبلغ احتياطيات الزيت الصخري في العالم هو نحو 650 تريليون طن. من هذه يمكن الحصول على ما يصل إلى 26 تريليون طن. طن من الزيت الصخري.
وهكذا، فإن حجم النفط القابل للإنتاج من الصخر الزيتي اكثر من النفط المعروف او التقليدي ربما بـ 13 مرة. في المستويات الحالية للاستهلاك، هذه الطاقة تكفي لفترة زمنية اكثر 300 سنة.
((لكن الامر ليس بالسهل. اذ تجدر الاشارة الى ان احتياطي النفط الصخري المجدي اقتصاديا اقل بكثير من ذلك، اي ان اغلب الاحتياطيات غير مجدي استثمارها لاسباب مادية ذات علاقة بالنفقات العالية مقارنة بالمردود المادي).
وفقا لمعطيات شركة شل فإن الانتاج المعقول يمكن ان يكون فقط من الرواسب الغنية ذات المحتوى النفطي في حدود 90 لتر لكل طن من الصخر الزيتي. عدا ذلك، يجب ان يكون سمك الطبقة المنتجة اكبر من 30 متر. وتتركز فقط ثلث احتياطيات الزيت الحجري في حقول ذات محتوى نفطي 90 لترا أو أكثر للطن الواحد. بينما معظم هذه الحقول تتكون من طبقة بسمك اقل من 30 مترا.
تتركز احتياطيات الصخر الزيتي الرئيسية في الولايات المتحدة – حوالي 450 تريليون طن (24.7 تريليون طن من الزيت الحجري). ويتركز احتياطي كبير من الصخر الزيتي في البرازيل والصين. كما انه لدى روسيا أيضا احتياطيات كبيرة من النفط السجيل (حوالي 7٪ من الاحتياطي العالمي).
ومن تكلم أوتكهن بأن انتاج البترول الصخري سيرهق الاقتصاد السعودي من انتاج البترول فهنالك دراسة بسيطة أصدرتأن واردات أمريكا النفطية ارتفعت من قاع 5 ملايين برميل في 1983 إلى 13.7 مليون برميل يوميا في 2005 أي بزيادة قدرها 172%، ثم بدأت تتراجع الى 10.6 ملايين برميل يوميا في 2012 أي بنسبة 23% ومازالت وارداتها في شهر يوليو الماضي فوق 8.2 ملايين برميل يوميا.
وقد احتلت صادرات السعودية إلى امريكا المركز الثاني عالميا بارتفاعها من 33.3 مليون في ابريل الى 44.6 مليون برميل في مايو الماضي، بينما انخفضت وارداتها من كندا أول مصدر لها الى 88 من 95 مليون برميل خلال نفس الفترة وكذلك ثالث دولة مصدرها المكسيك من 29 الى 27.4 مليون برميل (ادارة معلومات الطاقة الامريكية).
أما في جانب العرض، فقد وصل الانتاج الامريكي الى قمته (9.6 ملايين برميل يوميا) في 1970، ثم تراجع بنسبة 48% في 2008، ولكنه عاد للصعود بعد ذلك بنسبة 46% (7.3 ملايين برميل يوميا) في 2013، لاحظ أن هذا الانتاج مازال اقل من معدله التاريخي في 1970. كما بلغ احتياطيها النفطي التقليدي المثبت 26,544 مليون برميل ومن النفط الصخري المثبت 58 مليار برميل في 2012. وحاليا تنتج من النفط الصخري ما يقرب من 900 الف برميل يوميا وقد يصل الى 5 ملايين برميل يوميا بحلول 2017، بناء على دراسة ليوناردو ماوجيري من هارفارد في 2 يوليو 2013، مما يرفع إجمالي إنتاجها إلى 10.4 ملايين برميل يوميا، تحت فرضية تراجع الاسعار من 85 دولارا في 2013 الى 65 دولارا في 2017 وتراجع التكلفة 8% سنويا.
إن فهمنا لطبيعة النفط الصخري يجعلنا ندرك أن عمر البئر لا يزيد على بضع سنوات، ويتناقص انتاجها بنسبة 50% تقريبا في أول سنة ثم 15% لكل سنة، مما يتطلب استمرارية عملية التكسير من آبار جديدة، ناهيك عن تكلفته المرتفعة (60 – 90 دولارا للبرميل) مقارنة بتكلفة النفط التقليدي (4-15 دولارا للبرميل) وكذلك اضراره البيئية. وهذا يجعلنا ننظر الى النفط الصخري بأنه مجرد فقاعة سوف تنفجر في أي لحظة عندما تنخفض اسعار النفط العالمية الى مستوى 80 دولارا.
كما أوضحت صحيفة وول ستريت جورنال في 1 اغسطس 2013، بعنوان “ارباح الازدهار الصخري يتجاوز الشركات الكبيرة” أن شركات النفط العملاقة حققت خسارة كبيرة في الربع الثاني من هذا العام، حيث أكدت شركة شل ان قيمة ممتلكاتها من النفط الصخري بلغت 2.07 مليار دولار أقل من ما حددته سابقا. هذا عرضها الى خسارة في الربع الثاني بنسبة 60٪ عن العام السابق، وقالت انها تفكر في بيع بعض ممتلكاتها من النفط الصخري في الولايات المتحدة. أما إكسون موبيل، فلا زالت تشعر بآثار استثماراتها في الغاز الصخري في 2010، عندما تراجعت اسعار الغاز الطبيعي الى مستويات متدنية جدا، أسهمت في ارتفاع نفقاتها وتراجع إنتاجها النفطي والغازي لتخسر 57% من أرباحها الربعية في (ايرفينغ، تكساس)، و 23% من ربحية البرميل الواحد من النفط والغاز عن العام السابق.
بعد الدراسات التي أصدرت ومعرفة التكلفة العالية للبترول الصخري (السجيل ) أصبح لدينا توقع ان البترول سيعود الى مستويات (115( وليس كما تكلم البعض أن سيكسر حاجز (90).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال