الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
wael_mirza@
لاشك أن الإعلام يعتبر أحد الوسائل الهامة في المجتمعات لبناء الوعي والثقافة وطرح القضايا الهامة ونشر الأخبار ونقل المعلومات ، ولكن هل نجحنا بالفعل باستخدام جميع الوسائل الإعلامية الفعالة للحديث مع الجمهور وخاصة فيما يتعلق بالإقتصاد وأسواق المال ؟ طبعا أنا أتحدث هنا عن ثلاثة محاور في الإعلام الإقتصادي والمالي كالتالي:
الإعلام المرئي : وهنا الإبداع الحقيقي وهل هناك برامج ومواد تعليمية مرئية ممنهجة تستهدف المستثمر فمثلا “ماذا يفعل المستثمرعند وجود أزمة مالية عالمية” ، “ماهي الأدوات الإستثمارية وكيفية التعامل معها” ، “ماهي تكتيكات الشراء والبيع وعمل المتوسطات في السوق” وغيرها ، فكلها قضايا هامة قد يقوم المستثمر بعمل الكثير من الأخطاء والتي من شأنها أن تفقده رأس ماله ، وتضيع ثروات الكثير من المستثمرين ببساطة لأنهم يجهلون آليات الإستثمار ويمهدون الطريق لتلاعب مايسمى بشبح “الهوامير” والتي هي أضحوكة استغلوا فيها جهل الناس ليتلاعبوا في الأسهم كيف شاءوا !
الإعلام السمعي : رغم أن الإذاعات قد تقدم نقاشات مع متخصصين في مجال أسواق المال إلا أن ذلك لا يكفي فما الفائدة أن يستمع المستثمر كل يوم عن مستجدات الأسواق وأكثر الأسهم ارتفاعا أو هبوطا لمدة 10 سنوات دون أن يفهم لماذا حصل ذلك ؟ وهل هناك علاقة بين إعلان القوائم المالية والتوزيعات وبين صعود أو هبوط الأسهم ! فالهدف هو تنمية فكر المستثمر بدلا أن يصبح أداة يتلاعب بها المضاربون لأنهم ببساطة لم يفهموا أو يتثقفوا عن الأسواق المالية وهذه هي الكارثة ! حيث تتكرر السيناريوهات نفسها على مدى سنوات إما تفاؤل مفرط أو تخوف مبالغ فيه ، وهذا مايضيع علينا قيمة حقيقية لأسواقنا المالية ، ولهذا فإن وجود إنتاج لمواد سمعية عن أساسيات الإستثمار والإقتصاد قد تساعد في التغلب على هذه المشكلة .
الإعلام المكتوب : الحقيقة أنه يوجد لدينا الكثير من المقالات المهمة في طرح القضايا الإقتصادية كالبطالة وخلق الصناعات والدورات الإقتصادية والسياسات النقدية والمالية والميزانية السنوية وغيرها ، وأيضا مقالات أخرى تتحدث عن الأسواق المالية وخاصة في سوق الأسهم السعودي ، كل ذلك قد تلحظه في الكثير من الجرائد والمجلات وهي في الحقيقة مهمة ولكنها تحتاج إلى جهة متخصصة تعيد إعادة ترتيبها بحيث يستطيع القارئ الإستفادة منها والخروج منها بوعي حقيقي مفيد عن الإستثمار والإقتصاد. فنحن لا نريد من الإنتاج الثقافي أن يتكدس ويوضع لاحقا على الأرفف أو في الإرشيف بل أن تتم الإستفادة منه على الأجيال القادمة .
إذا فإن الحل في نظري لخلق مستثمر بسيط ومثقف ، يكمن بوجود جهة تعليمية متخصصة تجمع نخبة المفكرين والمثقفين والأكاديميين لصناعة مواد إعلامية سواءا كانت مرئية أو سمعية يشرف عليها متخصصون على علم بآليات الإنتاج ، وأما إذا أحببنا أن نخرج أكثر من دائرة الأسواق المالية وذلك لتنمية ثقافة إقتصادية وإنتاجية ، فقد نحتاج من جميع الشركات الحيوية في إقتصادنا للمشاركة ولو ب 1% من ميزانياتها المخصصة في مسئولياتها الإجتماعية لتشمل التثقيف للمستهلك والتاجر ، فالثقافة تعتبر مسئولية اجتماعية أيضا !
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال