هل تصدق الأرقام؟

قررت في زمن مضى أن أصدر إحصائية أسبوعية تحتوي على إنجازات الناس، والهدر في ساعات العمل، والفاقد من الأموال، وأمور أخرى.كانت النتائج مؤلمة، فهرب الجميع من تلك الإحصائية، وأولهم محدثكم.

تحدد الأرقام درجة الحرارة، وما في حسابك من الأموال، وسرعة الضوء، ونسبة الإنجاز، وهي لا تكذب في الغالب إلا إذا وقعت تحت يد من يُرمزُها وينقل مواقعها ليعطي صورة غير حقيقية، كما حدث عام 2008. الأرقام لا تكذب، ولكن مستخدمها قد يلوي عنقها لتظهر الواقع بغير حاله.

المؤمن كذلك لا يكذب. ورد عن النبي ـــ صلى الله عليه وسلم ـــ أنه قال “المؤمن لا يكذب”. فكيف إذا اجتمع الاثنان! أظن أنه حينها سيكون الخبر صادقاً لا شك ولا ريب. جعلني هذا أسعد برؤية أرقام عرضها مسؤولان هما وزير الإسكان ووكيل وزارة الشؤون الاجتماعية.

قال وزير الإسكان إن أسعار الأراضي التي ستقدم للمواطن ستكون بين 50 و 150 ألف ريال. تبدأ مساحات الفلل التي ستوزع على المستحقين من المواطنين من 350 إلى 500 متر مربع، سيكون بدء التسليم في شهر 10 من هذا العام. أقول للوزير ولكل زملائه العاملين في الوزارة، حسناً فعلتم، وأعبر عن كل المواطنين عندما أقول، الالتزام بهذه الأرقام خير وبركة. ينقصنا رقم آخر وهو عدد الفلل التي ستسلم وننتظره منكم. أما توزيع النقاط فهو ضمن ما أوكلناكم فيه من أمرنا، لأنني لم أفهمه.

صرح وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية للرعاية الاجتماعية بأن الوزارة أحالت 15 موظفا يعملون في دور الرعاية الاجتماعية للقضاء بتهمة الاعتداء الجنسي على المعوقين. كما ذكر أنه تمت معاقبة 527 موظفاً في دور الرعاية الاجتماعية بعقوبات تراوح بين الحسم والنقل والحرمان من الترقية، إضافة إلى تغريم الشركات المشغلة مبالغ وصلت إلى 500 ألف ريال.

أرقام كبيرة تدل على انتشار السلوك غير الأخلاقي والسكوت عنه من قبل الموظفين. الوزارة مطالبة بأن توضح أنواع المخالفات وعقوباتها وطرق منع تكرارها. أما الغرامات، فأنا أطالب وزارة المالية بأن تحول قيمتها إلى وزارة الشؤون الاجتماعية، لبدء تنفيذ مشروع تركيب الكاميرات، الذي طال انتظار.

نقلا عن الاقتصادية