الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حلم نشترك فيه مع الشعب الأمريكي وهو “بيت العمر”. هذا الحلم الذي تحول إلى كابوس عام 2007م عند حدوث الأزمة الإقتصادية وانهار العقار وقتها. حيث كان هناك خياران للسكان الأمريكيين ومضاربين العقار, إما ببيع عقاراتهم بخسارة أو بكل بساطة التوقف عن سداد أقساطهم العقارية للبنوك بحيث تعود الملكية للبنك بعد مدة معينة طبقا لنظام الرهن العقاري. طبعا لجأ أغلب الشعب للخيار الثاني وهو التخلي عن بيوت العمر لأنه ليس من المنطق سداد البنك مبلغ يعادل أكثر من 10 أضعاف قيمة المنزل الحالي مع انهيار السوق وهذا مما زاد الأزمة حدة. فعندما توقف المقترضين العقاريين عن السداد وبدأت البنوك تستلم ملكية المنازل التي لاقيمة لها مما زاد أزمة البنوك وبدأت الشركات التي استثمرت في البنوك والمقترضة منها بالإفلاس حتى تدخلت الحكومة وطبعت مليارات من النقود وضخها في البنوك لإسعاف الموقف وتأخير الأزمة لوقت لاحق كما ذكرت مقالات سابقة.
فنحن الأن في عام 2014 فهل شراء منزل ملك أو الإنتظار حتى تنزل قيمة العقار أفضل؟
سؤال طرحه الكثير علي والإجابة بكل بساطة هي “لا” للخياران.
ولمعرفة السبب لنأخذ قصة أحمد وخالد اللذان ذهبا للبنك لأخذ قرض عقاري. أحمد أخذ قرض لمدة 10 سنوات وأشترى بيت العمر وأما خالد أخذ قرضا بنفس المدة واشترى عقار تجاري (عمارة أو شقق أو محلات) بدخل شهري ثابت. بعد سنة واحدة, خالد ذهب للبنك مرة أخرى وأخذ قرض عقاري أخر (البنك يسمح لك اذا كان عندك اثبات لمصدر دخل اخر) واشترى بيت العمر الذي يسدد قيمة قسط القرض من دخل عقاره السابق. بعد مرور عشر سنوات, أحمد لديه منزل وأما خالد لديه منزل وعقار تجاري يدخل له دخل شهري ثابت اضافي.
العظة والعبرة من القصة أعلاة, أنه من أكبر الأخطاء أن تأخذ قرضا وتشتري سلعة لا تضفي دخلا ثابتا لك كشراء منزل أو سيارة أو أي سلعة استهلاكية. لأن بعض القروض تستمر الى 20 – 30 سنة وهذة مدة ليست قصيرة في عمر الإنسان فيجب التريث والتمعن في قرار مصيري كهذا.فمن أفضل الإستثمارات هي الإستثمار في العقل والمعرفة المالية قبل كل شيء لأنها من العلوم التي لاتدرس بالمدارس وأنما بالإطلاع والقراءة والمحاضرات الخاصة.دائما أجعل استثماراتك هي التي تسدد قيمة مصروفاتك. والمقولة الشهيرة لروبرت كايوساكي هي “لا تعمل من أجل المال بل اجعل المال يعمل لك”.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال