الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا ينظر الاقتصاديون، ولا رجال التقنية إلى حلمنا الدائم بأسلوب جدي كاف، إلا في نطاق ضيق، وأقصد حلم تحلية مياه البحر بطاقة الشمس، وهي الطاقة المتوافرة عندنا، عملية متجددة مستمرة غير ناضبة لأن العلماء لا يرون في قدرات الخلية الشمسية الكهربائية المتوافرة اليوم القدرة على منافسة الوقود الأحفوري، ورغم نجاح التجارب المحدودة، اليوم وجدنا أحياء وقرى تضاء بالطاقة الشمسية ما يعني أننا جاوزنا مرحلة بديات المحاولة في الستينيات حينما كان الأمل بعيدا فيجب أن يزداد حماسنا لفكرة تحلية الماء لزراعة الأرض من الشمس وزرع الصحراء بمياه بحر ممدودة لعمق الصحراء عبر قنوات حينها ستستصلح الصحراء بماء لا يجف تصنعه بالكهرباء شمس لا تغيب، وسيكون بإمكان كل منا بدء مزرعته الدائمة وما فاض عن الحاجة زرع به أشجار الصحراء.
هل تقولون حلم جميل؟ هذا ليس خيالا علميا اليوم، بل إن ظرف التطور معنا، فإن سعينا بإرادة فسنصل إلى اليوم الذي نستغني فيه عن البترول ونعيش على طاقة شمس مجانية ومياه محلاة بطاقة كهرباء الشمس، وإن كان قد بقي بترول أحفوري سنبيعه كله دون أن نستخدم منه شيئا. حلم جميل علينا أن نتمسك به حتى لو حققنا ربعه أو نصفه فبحوث الطاقة الشمسية بدأت في المملكة في عام 1966م وكان هناك مركز بحوث فيزيائي في جامعة الملك سعود في عام 1975، وأنشئت قرب الرياض قرية شمسية تجريبية.
بعد هذا كثرت المحطات التجريبية الحكومية ولبعض الشركات وهناك تصورات جدوى اقتصادية متقدمة وقد سردت مجلة القافلة في بحث موسع عن الطاقة الشمسية مشاريع تبعث على الأمل والتفاؤل بمستقبل لقطاعات الطاقة المستدامة وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وتطبيقاتها، فعندما نرى شركا مثل أرامكو وسابك، وجنرال موترز تستثمر في هذه التجارب نطمئن إلى أن التجارب لن تقف أو تتعثر.
الحقيقة التي كتبت كل هذا من أجلها أنني حقيقة أتمنى تشجيع الناس العاديين ليستثمروا في مشاريعهم الخاصة لإنتاج الطاقة بكميات بسيطة من الشمس ومحاولة إرشادهم إلى أساليب إنتاج الماء بالتناضح العكسي أو فرق الكثافة. قد لا تكون هذه المشاريع الصغيرة بيد الناس ذات بال لكنها ستخلق الوعي بموضوع الطاقة المتجددة والحماس له.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال