الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من طبائع البشر حب الاستزادة من كل شيء ظناً أنه سبب لجلب السعادة، كالمال و الأرزاق و الخير. و تعتبر العلاقة طردية أي كلما استزادوا من النعم كلما زادت السعادة، إلّا أن هذا لا ينطبق على الغذاء، بل نتيجته عكسية تماماً. أولها الإصابة بالسمنة ثم معاناة أمراضها التي قد تودي للوفاة.
وللسمنة أثرها الاقتصادي، فأصحاب العمل يشتكون ضعف إنتاجية الموظف و كثرة غيابه .. إلخ، كما تتحمل الدولة خاصة الرعاية الصحية العبء الأكبر مادياً، فبريطانيا ستنفق بسببها 77 مليار دولار كرعاية صحية بحلول عام 2050م، أما أمريكا فتصل تكاليف الرعايا الصحية سنوياً 150 مليار دولار.
بلغت أعداد ذوي السمنة المفرطة في العالم 400 مليون شخص من مليار وستمائة مليون شخص يعانون منها، توفى منهم ما يقارب النصف مليون في 2010م، ويُتوقع تضاعف العدد أربع مرات في 2015م ليصل مليونيْ متوفٍ جراء السمنة، مع ارتفاع المعنين منها إلى 2.3 مليار شخص في ظل وجود مليار جائع على كوكب الأرض لا يحصلون على الحد الأدنى من الغذاء.!!
خليجياً ارتفعت معدلات السمنة الأونة الأخيرة. فلا يخلو تقرير سنوي حول الدول الأكثر بدانة إلّا و نرى دولة خليجية على الأقل من ضمن أعلى عشرة دول أخرها الكويت. جاءت على رأس القائمة، أما في 2012م فقد كانت هناك أربع دول خليجية كانت فيه الكويت ثانياً بعد الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي السعودية تتراوح نسبة السمنة من 30 إلى 40 بالمائة. بل يرجح البعض أن النسبة الحقيقية تتجاوز 60%. و للنساء النصيب الأكبر منها إذ تصل فيهن 39%، بينما الرجال أقل من 30%، وتتسبب السمنة بوفاة 20 ألف شخص سنوياً في السعودية، إذ أن أكثر من 30 حالة مرضية ترتبط بالسمنة مما يكلف ثلاثة مليارات دولار نفقات رعاية صحية.
علاجها الناجع وصفة النبي صلى الله عليه و سلم (نحن قوم لا نأكل حتى نجوع و إذا أكلنا لا نشبع)، كي لا نصل لمرحلة إصدار قانون مكافحة السمنة كما في اليابان الذي ينص على أن لا يزيد محيط خصر الرجل عن 85 سنتيمتراً والمرأة عن 90 سنتيمتراً، وإلّا عليهما الذهاب إلى طبيب مختص، و لمنشأته حق معاقبته و فصله من العمل.
لكن ماذا عن السمنة الأخرى التي يستمر صاحبها بالاستزادة حتى بعد التخمة ؟
أعني السمنة الناتجة عن أكل مال الغير باطلاً و زوراً. فحسابات أصحابها لا تفقه التخمة. بل كلما زادت الأصفار زادت شهوة الأكل الحرام.
فإذا كانت قد أنشئت بمراكز علاج السمنة وحدات تسمى (الفحص الشامل لتشخيص أسباب السمنة) وهي الوحدة الأولى التي يمر عليها مرضاها، فمتى نرى نشأة وحدة : (من أين لك هذا ؟) ليمر عليها مرضى النفوس من المسؤولين وكبار التجّار قبل غيرهم ؟.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال