هرم ماسلو والفساد

هرم ماسلو للرغبات والحاجات , هي نظرية شهرية من العالم ابراهم ماسلو عام 1943م عن محفزات الإنسان. النظرية توضح أن للإنسان غرائز أساسية مقسمة على خمسة مستويات يجب إشباعها ليعيش الإنسان حياة كريمة وسعيدة ومتكاملة. تبدأ الغرائز الأساسية من الأسفل منتهية بالغرائز المعقدة في الأعلى. في المستوى الأول هو أساسيات الحياة مثل التنفس والأكل والنوم … الخ. وفي المستوى الثاني وهو محور حديثنا هو “الأمان”. ويقصد بالأمان هنا, هو الأمان الوظيفي وأمان العائلة والأملاك والصحة والأمان المالي والمعيشي وهنا تكمن المشكلة عندنا.

في اعتقادي , أن مؤسسات التعليم عندنا فشلت في تعليم طرق إشباع غرائز المستوى الثاني في شبابنا. أصبح شبابنا بعد تخرجهم يبحثون عن طرق لإشباع غريزة الأمان ببحثهم عن الوظائف وهذا طبيعي لأن المدارس تعلم الطلاب كيف يصبحوا موظفين وليس كيفية الاعتماد على النفس. والمشكلة تتفشى حتى بعد أن يتوظفوا لما يرونه أنه لا يمكن مواكبة الغير في رفاهية العيش فيلجئوا لوسائل غير شرعية لملء غريزة الأمان ورفاهية العيش المفرطة ومنها ينتشر الفساد. تعليمنا يعلم أبنائنا الطمع والجشع مما سمح لمستويات الفساد في المجتمع بالتفشي وهنا المحور الذي يجب العمل علية.

في امريكا , بدأت ثورة التعليم والدراسة في المنازل حتى وصلت نسبة 7% من الأطفال اليوم يدرسون ببيوتهم بسبب عدم ثقة بعض الأباء بنظام التعليم وفشله. فترى الأباء يشرفون على تعليم ابنائهم بالمنزل وغرس أساسيات النجاح فيهم وتعليمهم على الاعتماد على أنفسهم بدلا من الإتكالية. وهنا يتبين لنا أنه للقضاء على مشكلة تفشي وازدياد الفساد في بلادنا يجب تغير طريقة وفكر و انظمة التعليم لخلف أجيال تبني على عاتقها هذا الوطن.