الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في جميع أنحاء العالم, الملايين من البشر,ليس في السعودية فقط, يعتقدون أن العالم مدين لهم بتوفير جميع سبل العيش والراحة. الأغلب يذهب الى المدرسة ليتعلمون ويحصدون الشهادات والبعض يحصلون على وظائف ثم يعتقدون أن الشركة التي يعملون بها أو الحكومة من واجباتها والفروض عليها الإعتناء بهم وعوائلهم وتوفير كافة سبل العيش لهم الى نهاية حياتهم.
فراودتني أسئلة عدة مثل, منذ متى بدأت ظاهرة وفكرة أن من حقوق العمال والموظفين أن تتبناهم وتعتني بهم شركاتهم أو حكوماتهم حتى مماتهم؟ منذ متى تحولت أهمية حقوق الوطن والدولة الى حقوق الموظف والمواطن؟ لماذا الموظفين والمواطنين لايهمهم انتاجهم وعطائهم اتجاه الدولة أو شركاتهم أكثر من تفكيرهم بحقوقهم أولا؟ لماذا المعلمين يقيمون الطلاب على مستواهم الدراسي ولايرضون ويرفضون أن يتم تقييمهم على أدائهم وقدراتهم على التعليم؟ وبالمثل الموظفين الحكوميين لا يرضون أن يتم تقييمهم على أدائهم في خدمة الوطن فلماذا؟
للإجابة على هذه التساؤلات, تذكرت الحكمة المعروفة: أطعم رجلا سمكة فتكون أطعمته يوما واحدا, ولكن علم الرجل كيف يصطاد السمك فتكون أطعمته مدى حياته. فهل مدارسنا تعلم طلابنا وأبنائنا كيف يصطادوا السمك أو تعلمهم أن من حقوقهم الحصول على سمكة يوميا؟ هل هذا هو السبب في أن الكثير من المواطنين إتكاليين ويعتمدون في كل شيء على الحكومة أو الشركات؟
عقلية “من حقوقي” تبدأ في البيت قبل المدرسة, حين يبدأ الآباء بشراء الملابس الفاخرة والألعاب الثمينة أو حتى السيارات الفارهة لكي يواكب الطفل زملائه في المدرسة أو الحي. اذا زميل طفلك تم إهدائه هدية معينة أو لعبة جديدة فمن البساطة أن تشعر أنه من واجباتك أن تشتري المثل لأبنك وهنا عقلية “من حقوقي” وبذرتها الفاسدة تبدأ تنغرس في أبنائنا. وفي أغلب المسابقات في المدرسة أو الحي, تعلم الأطفال أن الجميع يحصل على جائزة حتى اذا خسر. فماذا تتوقعون هذا أن يعلم أبنائنا؟ أن من حقوق الجميع أن يكونوا فائزين؟. بدلا من أن نعلم أبنائنا أن المال والنجاح من أبسط حقوقهم حتى بدون عمل, المفترض أن نعلمهم أن المال هو وسيلة مبادلة ومقايضة.
المقايضة والمبادلة تعني أن أعطيك شيء ويرد لي شيء في المقابل وكلما أعطيت أكثر كان المردود أكثر. فعندما يعطى الطفل شيء بدون مقابل فبذرة “من حقوقي” تغرس فيهم من الصغر.
اليوم العالم على وجه انهيار اقتصادي قريب وأحد أسبابها هي عقلية “من حقوقي” والإتكالية بدلا من الإنتاجية. وفي وجهة نظري, بدلا من أن نعلم أبنائنا أن من حقوقهم الحصول على سمكة يوميا من الحكومة,يجب أن نعلمهم كيف يصطادوا السمك بأنفسهم.
كلمة الرئيس جون كينيدي لا تسأل عن ماذا ستقدم الدولة لي ولكن أسأل ماذا يمكن أن أقدم لوطني!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال