الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
barjasbh@
الإعلام في السابق كان وسيلة لتوصيل المعلومة والتواصل من طرف واحد. كانت المعلومة هي من يقود الرأي العام، وكانت المادة المختارة حسب ذوق الإعلامي وليست على ذوق المستقبِل. لم يكن هناك “جوجل” ولا برامج تواصل اجتماعي ولا قنوات فضائية ولا “يوتيوب” ولا هاتف محمول بكاميرا. الخطوة الجريئة التي قفزنا لها أيام زمان هي “ما يطلبه المستمعون” و “ما يطلبه المشاهدون” وهما أيضا على ذوق الطرف الأول.
تطورنا كثيرا ولكن مع الأسف قفزنا خطوتين، لم نكتفي بالتواصل بين الطرفين، بل ذهبنا إلى “ماذا يريد أن يسمع الطرف الأخر”. أصبحت المقالات والبرامج الحوارية وما شابه، أصبحت “ماذا يريد أن يرى المشاهدون” من إثارة وتعدي وربما بعضها ليست ذات أهمية.
أصبح المستمع والمشاهد والقارئ هو من يقود الإعلام بأنواعه، وهذه مصيبة عندما نركز على الأحداث الغير هادفة (مثل بعض أحداث الشغب الرياضي وغيرها). وتماشيا مع مبدأ “ارضاء الزبون”، أصبح كبار قيادي الإعلام يركزون جل جهودهم على الظهور القوي في منظور المجتمع (أو المتفاعلين من المجتمع).
الإعلامي (سواء كان مقدم برنامج، أو مُعِد أو محرر أو ميداني أو صحافي، أو مذيع، الخ) أصبح شخص إما مشهور أو يشتهر، وهذه كافيه لكي يكون “إعلامي مميز” حسب معايير “الذوق العام”.
هناك إعلاميون يتميزون بالظهور الجيد، أسلوب حديث، مهارات المنظر والمظهر والاتصال وإدارة الحوار، الخ، وهناك أيضا من يختار المواد المميزة، وهناك المؤثر إيجابيا، ولكن هذا لا يكفي للرقي بالإعلام.
الإعلامي يجب أن يتميز “بالفكر” ويجب أن ينتمي الإعلامي إلى مركز بحث ودراسات، يجب أن لا يتوقف الإعلامي عن الدراسة والبحوث، يجب أن لا يتوقف الإعلامي عن كتابة الكتب أو الروايات، يجب أن لا يتوقف الإعلامي عند تخصص معين، فالمسألة ليست تلقين أو إطلاع، بل بحث ودراسة، الإعلامي الناجح مهما كان تخصصه أو مرجعه، عليها تطوير مهاراته في كثير من المهارات المالية والاقتصادية والاجتماعية والتجارية والنفطية والتاريخ والسياسة وغيرها من بقية المجالات.
ماذا أضاف الإعلامي للوطن؟ ما هي الفائدة التي قدمها؟ لا أعمم هنا، ولكن أتكلم عن الغالبية.
الإعلامي يجب أن يستثمر على نفسه الكثير والكثير، عليه أن يستفيد من المصادر القوية، “هارفرد” و “ستانفورد” و “لندن بزنس سكول” يقدمون برامج قوية في المالية وتقييم الشركات والسياسة والاقتصاد، ويقدمون برامج تنفيذية في التواصل والحوار، وفي تواصل الحضارات، والكثير. وأيضا جامعاتنا المحلية تقدم برامج متقدمة يستطيع الإعلامي أن يستثمر في نفسه ويرتقي ويصبح شخص فعّال ومفيد للوطن والمجتمع.
لنسأل أنفسنا “من هم الإعلاميون المؤثرون حاليا على غالبية المشاهدين أو المستمعين أو المتابعين؟”، انظر لها من وجهة نظر الغالبية وليست من وجهة نظر المثقف، ستجدهم أصحاب الإثارة والسباقين في الفضائح. إذا بنا أن نتوقع المخرجات وتأثيرها على المجتمع.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال