الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Khaled_Bn_Moh@
حلول عديدة أقدمت عليها وزارة العمل بتوجيهات من حكومتنا الرشيدة في معالجة واحدة من أهم القضايا التي نتعايشها وهي قضية البطالة ، وبعض القرارات كان لها أثر كبير في معالجة بعض الإخفاقات أو التجاهل السابق لتلك القضية في السنوات الماضية، والاهم من ذلك إيجاد إستراتيجية واضحة وصريحة لمستقبل الداخلين في سوق العمل للسنوات القادمة سواء كانت تلك الاستراتيجية لخمس او عشر سنوات ، فمنظمة العمل العربية قدرت ان معدل البطالة في الوطن العربي ارتفع من 14.5 % عام 2010 الى مابين 16% و 17% في عام 2013 ، اي ما يعادل تقريبا بين 19 و 20 مليون باحث عن عمل ، وتعتبر من اعلى معدلات البطالة عالمياً.
يتراوح عدد الداخلين لسوق العمل السعودي بين 250 الف و 300 الف سنويا ، وتقدر عدد فرص العمل في السعودية نحو 200 الف وظيفة سنوياً ، أي اننا مازلنا نواجه صعوبات في توسيع القاعدة الوظيفية حتى يتم استيعاب اعداد الداخلين لسوق العمل سنويا ، ولو نظرنا من جهة اخرى الى الجانب النوعي في عدد الداخلين الى سوق العمل فهناك نقاط مهمة يجب التركيز عليها حتى لا يتكرر الحال بنا الى ما تعايشناه في السنوات السابقة من ضعف مخرجات وكوادر غير مؤهلة لسوق عمل في إقتصاد ينمو سنوياً.
نحتاج إلى توجهات تطبق على جميع المراحل العلمية لزيادة ثقافة العمل لدى الداخلين لسوق العمل ، والهدف من تلك البرامج بناء جيل مختلف عن الاجيال السابقة ، واحد تلك التوجهات تطبيق برنامج يجبر اي خريج جديد (من الجنسين) في اي مرحلة علمية الى العمل لساعات عمل معينة كشرط لحصوله على المؤهل الدراسي ، وعدد الساعات هنا يتزايد من مرحلة الى اخرى ، فمن هنا سنعمل على زيادة ثقافة العمل لدى الاجيال القادمة بجانب زيادة معرفتهم في الفرق بين الحياة العملية والحياة الدراسية ، واضافة الى ذلك سنعمل على تطوير جيل قادم يساهم في زيادة التراكم المعرفي في سوق العمل الذي عانى من ضعف في دوران التراكم المعرفي وبطئ في تطوره.
إذا لم تكن لنا استراتيجية واضحة للداخلين لسوق العمل خلال السنوات القادمة فمعنى ذلك اننا نحاول معالجة قضية للوقت الحالي فقط قد تتكرر وتتفاقم بشكل سنوي ، وبنفس الوقت ستضيع كل الجهود في محاولة لعمل موازنة دون اي تطوير ملحوظ في سوق العمل ، وهذا مؤسف لأن البداية كانت مؤلمة وغير متزنة تحمل تكاليفها الكثير من أطراف معادلة سوق العمل سواء كانت وزارة العمل اأو صاحب العمل أو الباحث عن عمل وكلهم يأملون في النهوض بسوق العمل ونقله الى مرحلة صحية أفضل مما فات.
السعودة في معناها تحمل افاق واسعة ، فالمسألة ليست بمرحلة الزج بالكوادر الى سوق العمل ، السعودة معناها ان نصل الى كوادر محلية تساهم وتشارك في احداث نقلة نوعية مختلفة عما تعايشناه في السنوات السابقة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال