الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في تاريخ 20 /12 / 2013م بالتحديد كشف صندوق تنمية الموارد البشرية هدف أنه تم تصحيح أوضاع أكثر من مليون سعودي يعملون في القطاع الخاص لتصل رواتبهم إلى 3 آلاف ريال شهرياً، حيث وصل العدد إلى 1.4 مليون عامل بعد حركة التصحيح وبرنامج نطاقات، منهم حوالي 454 ألف سعودية بعد أن كان العدد 55 ألف سعودية فقط، بالتأكيد هذا أمر جيد ومفيد لإشغال الوظائف المتاحة بأبناء وبنات الوطن، ولكن دعونا ننظر من زاوية أخرى لهذه السعودة أو توطين الوظائف، هل هذه وظائف حقيقية أم مبطنة وعلى السجلات الورقيه فقط؟ وكأنها مخصصات ضمان اجتماعي تشجع على الكسل وعدم الإنتاجية؟ حسب دراسة أصدرتها مؤسسة التأمينات الاجتماعية نشرت نتائجها في 26 / 5 / 2013م أن هناك حوالي 122 ألف مشترك سعودي يتقاضون أجرا شهريا قدره 1500 ريال فقط بنسبة 9.9% من اجمالي المشتركين، وهناك 136 ألف مشترك رواتبهم 1999 ريالا بنسبة 11% وأن النسبة الأكبر 47.3% من المشتركين يتقاضون 3 آلاف ريال! وهذا بيت القصيد كما يقال. لنترك من تقل رواتبهم عن 3 آلاف أعانهم الله على مصيبتهم وبالمناسبة يقال إن 80% من المتقاعدين رواتبهم حوالي 2500 ريال مع أنه صدر قرار الحد الأدنى للأجور ألا يقل عن 3 آلاف ريال بأي حال من الأحول! وهذا أمر ضروري وواجب التطبيق للتماشي مع أعباء المعيشة المتزايدة. لكن على الرغم من كل هذا السؤال الأهم هل هؤلاء الذين يتقاضون راتب 3 آلاف يعملون على أرض الواقع أو فقط على السجلات الورقية “كالمحلل في الزاوج!” إن جاز التعبير للوصول للنطاق الأخضر. والشق الثاني من الإجابة هي الصحيح إذاً أن ما يتم الآن في القطاع الخاص غالبيته توظيف ورقي وليس حقيقياً وكله لغرض الوفاء بشروط وزارة العمل وهذا ما أفرزته التجربة التي تمت الآن!
حسب احصائيات مسح القوى العاملة الأخير هناك 629 ألف سعودي عاطل عن العمل منهم 265 ألفاً ذكوراً بنسبة بطالة تصل إلى 6.3% و 363 ألفاً من الإناث بنسبة 34.8% وهو معدل مرتفع جداً ومتوسط البطالة يصبح 12% ويتوقع أن يدخل سوق العمل كمتوسط حوالي 250 ألف فرد وهذا رقم كبير أيضاً. ولا أتوقع أن تنفع معه سياسة الإحلال الورقي ب 3 آلاف ريال راتباً شهرياً ومزاولة عمل وهمي على السجلات والورق فقط. إن فرض التوظيف على الشركات بهذه الآلية لكي تحقق النطاقات فقط بدون البحث عن حقيقة العمل والمردود والتأهيل والانتاجية لن يفيد لا صاحب العمل الشركه ولا الفرد نفسه فكلاهما خسران والخسارة تنعكس بعد ذلك على الاقتصاد والمجتمع. نحتاج حلولاً أكثر فاعلية ونجاحا ونريد توظيفا حقيقيا غير مصطنع كما هو الحال الآن فلا ال 3 آلاف كافية للفرد ولا القطاع الخاص مستفيد وكأننا بهذا نضع حلولاً تخديرية موقتة لن تحل ما نبحث عنه والله المستعان.
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال