الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وعيش على الحديدة ، وأحمد ربك ، واشكر النعمة ( لاتزعلون واجد، فهذا ليس بكلامي ، بل انني اوردت بعض العبارات التي جاءت في بعض الردود الأنيقه جدا على مقالتي السابقه المبتعث والمكافاة ) ويبدو أن هناك من وظف هؤلاء للرد بهذا الاسلوب ( ولست أدري وش اللي حارق اعصابهم من موضوع عادي جدا كهذا، والذي من المفترض أن تتم مناقشته على أعلى المستويات ، لوضع الحلول المناسبة له، بدلا من الجدال، الذي يفضي الى التعقيد الزائد عن حدة ، وكأنهم بيدفعون من جيوبهم !!) الذي اتهم المبتعثين والمبتعثات بالفشخرة الغير لأزمه على اعتبار أن هؤلاء المتأزمين لايعيشون الفشخرة بأوسع صور يمكن لنا أن نتخيلها، وكـأن المبتعث لايحق له التشكي من مشكلة قد تكون عائق أمام مسيرته العلمية ، أو حتى مجرد الكلام عن معاناته من شيئ ما قد يضايقه، أو يسبب له الاحباط بشكل أو باأخر ، وذلك لأن معظم الذين قرأوا المقالة جاءت ردودهم موافقة تماما لما جاء من استعراض للقصص ومواقف الحاجات المفاجئة والازمات المادية نهاية كل شهر ، وكأن الــ 1800 دولار تكفي للضروريات فقط ، والصيام التام عن باقي الاحتياجات الأخرى ، واقصد بالاحتياجات الأخرى السكن ، والأكل ، وتكاليف الكتب، والمواصلات ، وزيارات طبيب مفاجئة لمن ليس له ضمان صحي ، قد تكلف الطالب ماأدخره لوقت الحاجة ، وهنا تبدأ مسيرة أخرى نحو الصيام إلى أن يأتي الفرج نهاية الشهر !.
عندما نعايش واقعا لبعض الطلبة والطالبات المبتعثين في أكثر من مكان ، سنجد ان المعاناة أكبر مما نتخيل ، وبخاصة لمن يكون ذو أسرة مكونه من أفراد ليسوا بالقليلين، وليس لهم عائل إلاهو فهو اذن مضطر لإحضارهم معه ، والمكافأة قليلة لطالب واحد ، فكيف بطالب ذو عائلة تضم أطفالا يزيد عددهم عن الثلاثة والاربعة والخمسة ، ويزيد الامر سوءا عندما تكون الأم هي المبتعثه ، ولقد واجهت أحدهم وهو يبحث عن عمل لمساعدة زوجته وأطفاله الثلاثة ، وهو المحرم الوحيد لها ، اذن فهو مضطر لاخذ اجازه بلا مرتب من عمله ليكون معها ، هذا ان كان موظفا ، لكن المرافق لايحق له العمل سوى بالموافقة من ادارة الهجرة التي لاتمنح اذن العمل الا باجراءات مشددة ، مع انه يتم صرف اعانه للاطفال المرافقين ، لكنها تضيع في ضروريات اخرى لابد من مواجهتها لرعاية الاطفال والعناية بهم على اكمل وجه … ( هل هذه فشخرة اخرى ، لايراها الا المتأزمون من هذا الموضوع بالذات ).
والحكايات كثيرة ، يصعب ذكرها هنا في حالة لو اردنا ان نوضح المعاناة بالارقام ، ولكن من أبرزها ، والتي ذكرها لي أحد الطلبة، حيث هو العائل الوحيد لوالده الكبير في السن مما اضطره لاحضاره معه ، غلاء فاتورة الطبيب ، حيث تصل فاتورة طبيب الاسنان لوحده ، في المراجعة الواحدة لاكثر من 800 دولار ، والكشف السريع والاشعة لــ 300 دولار ، والادوية التي لابد من شرائها لتخفيف الالم تتجاوز الــــ200 دولار ( مابقى شي من المكافأة ).
الموضوع ليس مجرد ارقام نوردها هنا للتسلية ـ او حتى للاحاديث العابرة ، انه مشكلة يواجهها معظم ابناءنا وبناتنا في الخارج ، وأن لم نقف معهم ونساعدهم في مناقشة المشكلة والوصول بها إلى بر الحلول المناسبة، فلن نكون بذلك قدمنا لهم مايجعل طريق طلب العلم سهلا، حتى وإن كانت الحلول جزئية، فهذا يؤدي إلى القضاء على المشكلة مستقبلا ( وبلاش فشخرة يامتفشخرين من الموضوع ، ركزوا على الحلول ، ومواجهة المشاكل بدلا من الغضب لمواضيع لاتروق لكم ، ركزوا على توفير الافضل لهم ، ركزوا على الأرقى والأجمل في مسيرة المبتعثين والمبتعثات الذين تحملوا كل الصعاب من أجل هدف نبيل بانتظار تحقيقه ، والعودة سريعا لوطن غالي ينتظرهم ليخدموه بكل حب وتفاني ).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال