الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Khaled_Bn_Moh@
معظم الإقتصادات في العالم بُنيت على المنظمات العائلية، وتعتبر تلك المنظمات ذات تأثير قوي على أي إقتصاد ، وحالياً تدخل أغلب المنظمات العائلية في مرحلة مهمة ليست بالسهولة التي يتخيلها الجميع وهي مرحلة إنتقال السلطة والإدارة فيها الي الجيل الثاني او الثالث ، ولو بحثنا في مستقبل أغلب المنظمات العائلية التي تم تأسيسها منذ سنوات سابقة سنجد أن نسبة قليلة منها لا تتجاوز الثلث إستمر بقيادة الجيل الثاني ونسبة أقل منها للجيل الثالث ، وهذا بحد ذاته تحدٍ كبير سيواجه تلك المنظمات اذا لم تبدأ بالتحرك في الإستعداد لنقل الإدارة الى الأجيال القادمة بالشكل الصحيح أو التحول الى شركات مساهمة كأحد الحلول لضمان البقاء بغض النظر عن أي تغيرات إقتصادية قد تطرأ.
نسبة الشركات العائلية في المملكة تصل الى 95% تقريباً ، وتساهم تلك الشركات العائلية في توفير فرص عمل ليست بقليلة في سوق العمل ، وتلك النسبة تعتبر عالية مقارنة بالعديد من الدول المتقدمة ، وهذا مؤشر يبين أهمية تلك المنظمات في تركيبة الإقتصاد المحلي.
كثير من السياسات والممارسات الخاطئة تعتبر من الاسباب الرئيسية في عدم تطور وبقاء المنظمات العائلية في المستقبل ، ومن أهمها المركزية المتشددة في إتخاذ القرارات والتوجهات ، وإعتماد أغلبها على عمر أفراد العائلة كمعيار بدلاُ من القدرات والكفاءة مما يؤثرسلباً على أدائها والتي يصل تأثيرها في بعض الأوقات الى مرحلة إفلاس ، فالتوظيف الداخلي في المنظمات العائلية يعتبر أساس مهم يجب التعامل معه بشكل متقن وواضح بغض النظر عن بعض الأعراف التي يتكي عليها العديد من ملاك تلك المنظمات العائلية ، فسياسة تحكم أفراد المنظمة في الوظائف الهامة داخلياً قد يتجه بالمنظمة الى صعوبة في مواكبة التطور والإستعانة بالخبرات الخارجية للمنافسة في ظل المتغيرات المتلاحقة التي تطرأ على الإقتصاد ، وأيضا تعتبر ممارسة عدم التمييز بين الذمم المالية الشخصية وبين الأمور المالية لدى تلك المنظمات جانب مهم في إستمرار ونمو المنظمات العائلية.
من أهم الممارسات التي ينبغي وجودها في المنظمات العائلية البدء في تثقيف أفراد العائلة بأهمية المحافظة على المنظمات العائلية وكيفية التعامل مع أي متغيرات قد تطرأ عليها في أي وقت ، إضافة الى ذلك من المهم وجود دستور عائلي ينظم العلاقة بين أفراد تلك المنظمات ويحدد علاقة الجميع بالمنظمة ، وأيضا وجود أعضاء خارجيين في مجلس إدارة تلك المنظمات سيكون له أثر كبير في المحافظة على إستقرار ومسار تلك المنظمات.
المنظمات العائلية تلعب دور كبير في التنمية الإقتصادية ، والإهتمام في إطالة أعمار تلك المنظمات مطلب أساسي لدعم الإقتصاد ، وإعتماد الإسلوب الإداري الحديث بفصل الملكية عن الإدارة وتعزيز التنظيم الداخلي من التوجهات المهمة في المنظمات العائلية وخصوصاً العريقة منها ، لأن تأثير ذلك يشمل حتى الإقتصاد المحلي ، ومرحلة التحول الى شركات مساهمة سيكون له أثر كبير في تخطي العديد من العقبات التي قد تواجه المنظمات العائلية ، فهناك العديد من المنظمات العائلية تحولت الى شركات مساهمة وعززت من مكانتها وإستقرارها مالياً وتعتبر من قصص النجاح المحلية التي نفتخر بها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال