الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تجربة مدينة لندن في تنظيم سيارات الأجرة وتأثيرها على شبكة النقل والمواصلات فريدة للغاية وبحاجة إلى استنساخ أو على الأقل إلى امتصاص الفوائد والنجاحات منها، إذ أن تلك المدينة بدأت في منح وترخيص سيارات الأجرة والسائقين منذ ما يقارب 350 عاما، ومنذ ذلك الحين و مكتب النقل العام بمدينة لندن يطور ويشدد معاييره لتنظيم تلك الوسيلة الضاربة في القدم.
ويُطلب من كل سائق أجرة في لندن أن يخضع لبرنامج طويل يمتد من 2-4 سنوات ومن ثم اجتياز الاختبار المشهور لدى الإنجليز ب “اختبار معرفة لندن”، وهذا الاختبار يتطلب من السائق حفظ أكثر من 320 تقاطع وطريق واقعة في نطاق 6 أميال – وهي المنطقة التي سيصرح له بالعمل فيها- بالاضافة إلى حفظ مواقع السفارات والكليات والمكاتب البلدية والفنادق والمسارح و المحطات والمستشفيات والمتاحف والمطاعم و جميع المباني العامة الأخرى، ومن ثم اجتياز الاختبار الشفوي العصيب.
ولا يتوقف الأمر من قبل مكتب النقل العام عند هذا الحد، بل إن هناك متطلبات لسيارة الأجرة ذاتها لا تقل صعوبة عن اختبار السائق، حيث يتم اختبار وفحص سيارة الأجرة سنويا باختبار يزيد صعوبة عن اختبار إدارة المرور بعشر مرات حسب تقارير مكتب النقل العام، ويشمل على سبيل المثال نظافة الهيكل الخارجي ومدى لمعان الدهان، إذ لا يكفي ان تكون السيارة نظيفة فقط بل لامعة ايضا، وفي حال وجود خدش بسيط داخلي او خارجي فإن السيارة تفشل في الاختبار.
كل هذه التنظيمات جعلت من تاكسي مدينة لندن الأفضل على الإطلاق وأكسبت المدينة احترام مواطنيها وزوارها، وهذا يدفعنا إلى مطالبة وزارة النقل السعودية بتسريع إصدار تنظيمات صارمة خاصة بسيارات الأجرة لدينا، فمن غير المعقول أننا ما زلنا نعاني من سوء المركبات ورداءة السائقين ورائحة الأجرة الكريهة، وما يزال سائق الأجرة لدينا غير ملزم بتشغيل العداد للراكب بشكل تلقائي، كما أننا لم نستفد حتى من التقنيات الحديثة في الوصول إلى مقاصدنا مثل أنظمة تحديد المواقع والاتصالات اللاسلكية بين السائقين ومراكز التحكم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال