الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التعليم، الصحة، والشؤون الاجتماعية! هذا هو الثالوث الأهم في نهضة أي دولة، وبقدر ما ترتقي هذه الخدمات الثلاث، تصدّر الشعب وتطورت البلاد وابتهج العباد. ومن السهل علينا أن نخمن ما يكون عليه الحال، لو تردت مستويات أداء هذه الأساسيات أو بعضها. أو حتى واحد منها! فقد عانينا طويلاً من ارتكاس هذه الركائز، ونحن اليوم في سباق لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، ولا تأكيد للنجاح، حتى نرى النتائج!.
تشير الدلائل على مختلف الأصعدة أننا ما زلنا نعاني في جانب التعليم، وطالما أن أثر التعليم الحقيقي لم يظهر بشكله المطلوب على الإنسان حتى من ناحية السلوك، فهناك حتماً شيء ما! وطالما بقيت المدرسة تقام لكي تلعب دور مركز التعبئة والإشغال في أغلب الأحيان، فنحن، بمنتهى اليقين، أمام درب طويل من مهمات التغيير! والصحة أيضاً تعاني، وهي في سباق لا ينتهي مع الزمن لتنفيذ مشاريعها التي لا يعلم أحد كيف سيتم إشغالها بمتخصصين على قدر لائق من ثقة أي مريض سعودي! أما الشؤون الاجتماعية فيبدو أن خيارها الوحيد اليوم هو توجيه طلب صريح للحكومة يعفيها من أي التزام يتجاوز المسؤولية المالية تجاه مخصصات ذوي الاحتياجات الخاصة! فهي عاجزة عن إدارة مرافق التأهيل الشامل الحكومية، وعن ضبط ممارسات المراكز الأهلية التي تنهب أولياء الأمور، وفي كثير من الأحيان، هي عاجزة حتى عن مجرّد الحضور كجهاز إنساني، وهذا أضعف الرجاء!.
انضم مؤخراً لهذه الركائز الثلاث، ركيزة رابعة اسمها الإسكان!.
وما الوطن إلا أوّل السكون، ولا حُراك إلاّ بإنسان يسكنه!
اليوم، وأنا أراقب ما تتعرض له وزارة الإسكان من ضغط إعلامي مهول، أحدث نفسي قائلاً: المشهد أشبه ما يكون بوجودنا على مائدة ثلاثية الأرجل (اسمها مائدة النهضة)، تحلّقنا حولها سنوات طوال! وجاء وقت أصبح الناس فيه لا يضعون عليها سوى اليسير من التطلعات لظروف خارجة عن الإرادة، ويأكلون ما تيسّر وقوفاً.
فجأة، بدأ مد الضغط ينحسر عن القوائم الثلاثة لمائدة النهضة (التعليم، الصحة والشؤون الاجتماعية)، بعد أن تم تثبيت العمود الرابع (الإسكان). وهنا اختار الوعي أن يجلس الناس مطمئنين وعيونهم على الزاوية التي عانت الهجران طويلاً! ومع ثبات المائدة على الهيكل الرباعي، من البديهي أن تتجاوز تطلعات أهل البيت الاكتفاء بسد الرمق! فالمائدة راسخة، والوضع يدعو للاحتفال! والكل يبني في خياله صورة لمائدة سخية وواعدة، والحديث هنا عن حشد سعيد بإصلاح مائدته، لكنه، للأسف، لم يعد يحبذ الانتظار!.
نقلا عن اليوم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال