الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalmatar@
في حال التعرض للغرق فإن أحد اسهل الخيارات للغريق هو أن يطفو مع الموج( باستخدام طوق نجاة ) حتى يأخذه البحر الى طريق النجاة أو ينتهي مصيره الى الغرق كونه لايملك من أمره شيئا. الخيار الآخر هو أن يكون هذا الانسان قد جهز نفسه لاحتمال الغرق ووفر عدة تساعده لتجاوز محنته وكل ماكان تجهيزه متطورا ومتكاملا زادت فرصه للنجاة(بإذن الله).
هذا مثال بسيط لاسلوب حياة نقف كلنا عنده شئنا أم ابينا في عالم ازداد تسارع خطى التطور والمتغيرات عن العصور السابقة وبمراحل . ماكان يصلح في زمن الانسان الاول من صيد لما يراه أمامه والاعتماد على خطط لاتجاوزحصوله على قوت يومه. ولو تجاوزنا الزمان للماضي القريب قبل 50 عاما لوجدنا من يملك مؤهل شهادة ابتدائية تكفيه للحصول على وظيفة في شركة كبيرة أو ادارة حكومية. دخله كان يكفيه ليعيل عائلة من 6 أفراد وكان يستطيع تملك منزل متى ماضاق بيت والده عليه وعلى اولاده. دراسة أبناءه مجانية في مدارس الحكومة( قلة قليلة كانت تسمع بمدارس خاصة) وعلاجه متوفر ومقعد الجامعة كان خيارا رفاهيا وسط عروض وظيفية تنهال على أبناءه ابتداءا من مرحلة المتوسطة بحيث لايصل لمرحلة الجامعة الا نسبة قليلة. قامت الدولة باعطاء مكافئات ومنح أراضي لخريجين الجامعات كي يغرو المواطنين بإكمال دراستهم ، حقيقة ينظر لها أبناء الجيل الخالي باستغراب وحسرة .
تبدل حال المملكة اقتصاديا من طفرة كبيرة في السبعينات الى جمود من منتصف الثمانينات الى بداية الألفية الثالثة ومن ثم الى طفرة جديدة مازلنا نعيشها للآن. تبدل معها وضع المواطنين من جميع النواحي سلبية وايجابية وتغير حال من كان وضعه المادي والاجتماعي ضعيفا تبعا لنجاحه في اغتنام الفرص وتكوين ثروة رفعت مكانته الاجتماعية والمالية. الزيادة الكبيرة من مداخيل بيع النفط قابلها أمران بغاية الأهمية وكان ومازال لهما الأثر في اسلوب حياة المجتمع :
•النمو السكاني المتزايد بنسبة 3.3 % وبتوقعات لأن يصل ل 37 مليون نسمة بعام 2020 م (جريدة الإقتصادية 31/8/2013).
•تغير نمط الحياة الإجتماعية بشكل عام من حيث اعتياد المواطنين على الدعم من الدولة(سكن،تعليم،علاج ووقود الخ) ومايتبعه من تكاليف وتغير وجة نظر الكثير منهم عن الوظائف المهنية والعمل الجاد.
معالجة هذان المؤثران يحتاج لبرامج وخطط تفاعلية مستمرة تأخذ في حسبانها التحديات التي يواجهها مجتمعنا واقتصادنا مقابل التطور العلمي والاقتصادي حول العالم. الإعتماد على دخل النفط سيجعل الموقف أصعب يوما بعد يوم ، فعدا عن الاستهلاك المتزايد له ومايؤدي بالتالي لتناقص الكمية المصدرة هناك توجه واضح للدول المستهلكة في البحث عن بدائل لهذه السلعة الناضبة. أجيالنا المستقبلية لن تحظى بالدخل السهل الناتج عن تصدير النفط وواجب على المملكة العمل منذ الآن لإيجاد بدائل . صحيح هناك العديد من المبادرات والخطط الصناعية ولكن لنكن واقعيين ، منذ الخطة الخمسية الأولى (قبل 40 سنة) لم نتحرك عمليا ومازال بيع النفط يقدم اكثر من 90 % من مدخول الدولة .
المملكة غنية بمصادرها وطاقات أبنائها وقد رزقنا الله النفط الذي غير طبيعة الحياة على أرضنا لكن لاشئ يدوم ويجب علينا الاعداد للغد وتطوير أنفسنا. العالم يزداد تنافسا والبقاء للأصلح.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال