الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لم أجد السكن.. فجعلتُ «يأسي» هو الوطنتَقول العَرَب: إنَّ اليَأس أَحَد الرَّاحتين، فإذَا يَئستَ مِن شَيء، كَان لَك رَاحة، وإنْ حقّقتَه فهو الرَّاحَة الأُخرَى، لذَلك اختَرتُ في بَعض شُؤوني “اليَأس”، حتَّى أنَال إحدَى الرَّاحتين..!
ومِن الأشيَاء التي يَئستُ مِنها: أنْ أتملّك مَنزلاً صَغيراً؛ فِي هَذا الوَطن الكَبير، فقد رَأيتُ أنَّ المشوَار طَويل، والأمر مُكلّف، لذلك يَئستُ، واقتَديتُ بالسيّدة “آسيا” امرَأة فرعون التي قَالت: “رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الجَنَّةِ”..!
مِن هُنَا بَدأتُ أسأل الله أنْ يَرزقني مَسكناً في الجنّة، فالله -جلّ وعزّ- يُعطي الجنّة مَن يَشَاء بغَير حَساب..!
كَان هَذا اليَأس -أعنِي اليَأس مِن تَملُّك السَّكن- هو السَّائد في تَفكيري، والمُسيطر عَلى مُعتقدي، ولَكن حِين استُحدِثَت وزَارة للإسكَان تَولّى اليَأس وانصَرَف، وأتَى الأمَل وسَكن، وتَربَّع في قَلبي،
واستولَى عَلى تَفكيري، وأصبحتُ مِن حِزب المُتفَائلين، الرَّاغبين في تَملُّك مَنزل في الحيَاة الدُّنيا قَبل الآخرَة..!
كَانت ولَادة هَذا الأمَل بُعيْد استحدَاث وزَارة الإسكَان، ولَكن مَع مرُور الوَقت، وتَلاشي الوعُود شَيئاً فشَيئاً، اغتَال أَملي طُول التَّأجيل، بَعد أنْ سَكن الأَمَل في دَاخلي لفترَاتٍ طَويلة، لذَلك أنَا هُنَا لا أنتَقد وزَارة الإسكَان، ولا أُحاسبها، ولَن أطلُب مِنها مَسكناً، فتِلك أمُور زَهدتُ أنَا بِهَا، والوزَارة لَن تَقدر عَليها، ولَكن مَا أُطالب بِهِ وزَارة الإسكَان؛ هو أنْ تَدفع لِي إيجَار ذَلك الأَمَل، الذي سَكَن في وجدَاني، وشَغَلَ حيزاً مِن تَفكيري دُون جدوَى، لأجد نَفسي أُُردّد عَلى مَسَامع الوزَارة؛ كَلِمَات الأُغنية التي غَنّاها المُطرب “عبدالمجيد عبدالله”، حِين قَال:
يَا سَاكِن بقَلبي وين اجِار السَّكن
هَاتهُ قَبل مَا تَكثر عَليك الدّيون
هَاته نَقد ولا شَي يُساوي الثَّمن
بَعض النَّاس مِثلي أي شَي يَقبلون
حَسناً.. مَاذا بَقي؟!
بَقي القَول: إنَّ وَعد “بلفُور” تَحقَّق عَلى الفَور، بينمَا وَعد مَعالي الصَّديق الدّكتور “شويش” يَمشي “بشويش”..!!!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال