الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ما أحوجنا إلى إيجاد بيئة إبداعية تحتضن كل الطاقات المبدعة في مدارسنا و جامعاتنا فكم من الطاقات المبدعة اُهدرت ولم تستثمر في بناء الوطن لتحقيق جودة الحياة , حيثُ يعتبر الطلاب الموهوبون و المتفوقون ثروة وطنية لا يمكن الإستغناء عنها أو إستبدالها لذا يجب رعايتها والإهتمام بها للإستفادة من إمكانياتها وقدراتها في خدمة المجتمع وتطويره و السعي به نحو الأفضل , وقد أصبحت هذه الرعاية ضرورة حتمية , خاصة في عصرنا الحالي عصر العولمة والمعلومات وتطوير التقنيات. لذا لابد من إستراتيجية “التسريع الأكاديمي” الذي أقرتها وزارة التربية في عام 1433هـ كونه نظام عالمي يحظى بإهتمام التربويين و الباحثين في مجال الموهبة . بالرغم من أنه أكثر القضايا المثيرة للجدل في ميدان التربية و التعليم نظراً للفجوة القائمة بين ما توصلت إليه الدراسات عبر السنين و بين مايعتقده بعض المعلمين و أولياء الامور حول الآثار المترتبة على برنامج التسريع الأكاديمي , ولاسيما فيما يتعلق بالجوانب النفسية و الإجتماعية و الإنفعالية للفرد. لذا لابد من التخطيط الدقيق و الواعي للحصول على أفضل النتائج من هذا البرنامج.
إن نتائج دراسة تيرمان عام 1925 التتبعية لـ ( 1528) من الأطفال الموهوبين والمتفوقين في مدينة لوس أنجلس في مطلع العشرينات، مروراً بالدراسات التي أجريت من قبل ستانلي عام 1971 في جامعة جونز هوبكنز( Johns Hopkins ) في مطلع السبعينات من القرن الماضي، وانتهاء” بالمراجعة الإحصائية التحليلية لنتائج الدراسات التي أجريت حول التسريع من قبل كل من روجرز عام 1991 و كوليك عام 1992 تؤكد جميعها أن التسريع الأكاديمي ليس له أية نتائج سلبية على الجوانب الاجتماعية والانفعالية للطلبة الموهوبين والمتفوقين، بالإضافة إلى أنه يؤدي إلى تحسن في تحصيلهم الدراسي ,إذ يرى (تيرمان) أن هذه النسبة ينبغي أن لا تقل عن (140) معامل ذكاء في حين ذكرت (هونجرت) أن النسبة التي ينبغي أن يكون عليها الموهوب هي (130) معامل ذكاء فأكثر بينما قسم دنلاب المتفوقين عقليا إلى ثلاثة مستويات هي:
1- فئة الممتازين المتفوقون: وهم الذين تتراوح نسب ذكائهم بين (120-125) و (135-140) ويشكلون في المجتمع حوالي 5% إلى 10%.
2 ـ فئة الموهوبون: هم الذين تتراوح نسب ذكائهم من (135-140) درجة لغاية (170) نسبة ذكاء،ويشكلون في المجتمع ما بين 1% إلى 3% تقريبا.
3- العباقرة أو الموهوبون جداً: وهم الذين تبلغ نسب ذكائهم (170) درجة فأكثر ويشكلون في المجتمع حوالي واحد في كل مائة.
ما المقصود بالتسريع الأكاديمي:
هو السماح للطالب بالتقدم عبر درجات السلم التعليمي أو التربوي بسرعة تتناسب مع قدراته, دون الإعتبار للمحددات العمرية أو الزمنية , بحيث تمكن الطالب القادر على إتمام المناهج في مدة أقصر أو عمر أصغر من المعتاد.
مزايا التسريع الأكاديمي:
توفير مستوى عالي من المهارات والمفاهيم الأساسية.
تطوير القدرات والمعرفة لدى الطلاب الموهوبين.
ممارسة التفكير الإبداعي وحل المشكلات التعليمية في مواقف وخبرات جديدة
تُنمي الجوانب الإجتماعية و العاطفية لدى الطلاب.
توفير المجالات أو الحقول المختلفة في التعليم والمهن والوظائف.
توفير برامج تتناسب مع المهارات المعرفية المتقدمة للطلبة.
تقضي على الملل من المناهج العادية لدىالموهوبين والمتفوقين.
إتاحة الفرصة للتجاوب بين الأطفال في مستوى عقلي متقارب.
قلة عدد الطلاب في الفصل الواحد حيثُ يُمكن الطالب من الإستيعاب.
تطوير الجانب الإبداعي وتنمية مهارات التعليم الذاتي لدى الطلبة ليكونوا مبتكرين و قيادين في مجتمعهم.
يوفر للدولة ما تحتاجه من رواد فكر وعلم.
يتيح الفرصة للجامعات والمدارس لقبول عدد أكبرمن الطلبة.
يؤدي التخرج المبكر إلى تقليل كلفة التعليم.
أهم المبررات من التسريع الأكاديمي:
أولاً: قصور مناهج التعليم العام :إن طول المناهج المقررة والأعداد الكبيرة للطلبة كل هذا يضعف الإهتمام بالموهوبين و المتفوقين وكل ما يحتاجون من رعاية تربوية مميزة.
ثانياً: التربية الخاصة حق للطلاب الموهوبين والمتفوقين : من حق الطلاب الموهوبين والمتفوقين أن يحصلوا على رعاية خاصة من المجتمع وذلك من خلال توفير المكتبات والحاسوب وغيرها من وسائل التعليم والتربية.
ثالثاً: رفاه المجتمع: بما أنهم ثروة لابد من الإهتمام بهم ورعايتهم و توفير الفرص التربوية المناسبة التي تُمكن كل طالب من الوصول إلى أقصى طاقاته, ولا شك أن العقول تلعب دوراً بارزاً في تحقيق إنجازات وطنية من خلال هذا يساهم الموهوبون و المتفوقون في رفاه المجتمع و ضمان أمنه وإستقرارة ومستقبلة.
رابعاً: تكافؤ الفرص : وهو عن طريق تنوع فرص التعليم حيثُ يجد كل شخص ما يناسب ومايستثمر قدراته و مواهبه أفضل إستثمار دون إهمال.
رغم كل ما ذكر من مميزات عن التسريع الأكاديمي إلا أنه يوجد بعض السلبيات من عملية التسريع أهمها هي :
أهم السلبيات من عملية التسريع الأكاديمي:
يتسبب التسريع في حدوث فجوات تعليمية عن طريق فقدان الطالب لتعلم بعض المهارات.
زيادة الجهد على الطالب المميز.
العزلة الناتجة عن طريقة التعليم المميز.
التناقضات في النمو الجسمي و الإجتماعي.
الصعوبات و المشاكل التي قد تواجهه الطالب في مراحل التنقل.
يُحرم بعض الطلاب من بهجة طفولتهم.
قد تكون المناهج المستخدمة تجعل من المتعلم متلقي غير فعال فبتالي تسبب عبء إضافي على الطالب.
التوصيات التي يجب إتباعها للتقليل من مشاكل التسريع الأكاديمي:
إجراء دراسة تفصيلية يٌجمع من خلالها جميع المعلومات والبيانات الخاصة بالطالب حيثُ يشارك فيها معلمو المواد المختلفة و المرشد النفسي أو التربوي و مدير المدرسة.
قياس مستوى الذكاء للطالب من قبل مختص بالإختبارات الفردية.
مراجعة سجل التحصيل الدراسي التراكمي للطالب خلال السنوات السابقة.
مراجعة السجل الصحي للطالب للتأكد من سلامه نموه وذكائه.
مراجعة السجل السلوكي للتأكد من مستوى النضج.
إجراء مقابلة إرشادية مع الطالب وولي أمره لغرض التوصية التي إتخذتها اللجنة بشأن الطالب, و إعطاء ولي الإمر الوقت الكافي لبحث الأمر و الموافقة.
وخلاصة القول أن التسريع الأكاديمي منهج مناسب سيستفيد منه الطالب الموهوب و المتفوق, بحيث لا يوجد أي مبرر علمي للمخاوف الوهمية من عملية التسريع , وعلينا أن نفهم جيداً بأن التسريع الأكاديمي لا يعني دفع الطالب الى الأمام بقدر ما يعني التوقف عن شده للوراء , وأن التسريع للطالب الموهوب ليس أكثر سلبيةً من الإحتفاظ به في الصف العادي مع أقرانه بنفس العمر الزمني دون تلقي خدمات تعليمية تناسب قدراته و إحتياجاته حتى لا يشعر بالإحباط و الملل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال