الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ليس اقسى من ان يكون الانسان ممارسا للركض خلف سراب فلا يجد هدفه عنده ، وليس اصعب من ان يلهث خلف حلم فلا يتحقق ولايستطيع ان يلحقه ، ومااصعب من ان تكون سنوات العمر المهدرة في الدراسة ضائعه كالهباء المنثور ، وهذا يفسر حال المغتربين ( المبتعثين ) من ابناءنا لطلب العلم والاستفادة من كل الفرص المتاحة اثناء سنوات الدراسة في الخارج ، ولعل المشاهدات كثيرة للعائدين بلا عمل ( تلعب في حسبتهم البطالة ) والتي تجعل من اكثرهم يتمنى لو انه يبقى مبتعث طول عمره !
كيف يحدث ذلك ، لانه وبكل بساطه ، وبالاخص في الاونة الاخيرة عندما يعود الدارسين للوطن فلا يتم الاعتراف بشهاداتهم او المواد التي درسوها حتى ولو كانت مادة واحدة ، واعني بذلك التنظيم الجديد الذي اصدرته وزارة التعليم العالي قبل اشهر ليست بالقليلة لدراسة الساعات عبر الانترنت ( اونلاين ) والتي تم الاعلان عن منعها تماما للطلبة المبتعثين تقصد بذلك ان يكون تواصل الطالب مع استاذه بشكل مباشر ، وهذا ليس بعذر تعتمده الوزارة في وضع العراقيل امام الطلبة والطالبات ممن سافر لاجل الشهاده وعاد ليجني ثمار غربته بوظيفة تكفل له العيش الكريم على ارض وطن عاد اليه ليرد اليه الجميل بافضل الطرق الممكنة ، فقد تمت دراسة بعض المواد بالنسبة لبعض الطلبة القدامى عن طريق الانترنت ، فماذا سيكون مصير هؤلاء وقد اقترب وقت تخرجهم .
ثم تكون المفاجاة الحقيقية وهي انه لم يتم معادلة الشهادة من ادارة الاعتماد الاكاديمي في وزارة التعليم العالي بسبب الدراسة عبر الانترنت حتى ولو كانت لمادة واحدة فقط ، فتبدأ دوامة اخرى وحلقة اخرى من التوهان ( والواسطات ) التي ربما لاتؤتي ثمارها هذه المرة ، لان الموضوع فيه قرارات ماانزل الله بها من سلطان ( يعني الثغرات كالعادة كثيرة من الممكن الاستفادة منها لصالح الجميع وبالاخص ابناءنا المبتعثين والمبتعثات ) ، ولعل في بعض التركيز على هذا القرار بالذات ( لغرابته ) حيث ان العالم باكمله يدرس اونلاين ويتم اعتماد شهاداتهم بشكل سهل وميسر ، بل واستفادوا من التكنولوجيا على اكمل وجه ، ولمواجهة القصور في هذا القرار لابد من ان يكون هناك حصر لجميع الشهادات في الوقت الحالي ( لكل المبتعثين ) لاعتمادها بحيث يكون تطبيق هذا القرار بشكل اكثر مرونة وسهولة لمصلحة الطلبة والطالبات بالدرجة الاولى ، ثم التنسيق مع جميع الملحقيات الثقافية بالخارج لتطبيق القرار من خلال جدول زمني محدد وبشكل فيه الكثير من الترتيب بحسب السنوات الدراسية واعداد المبتعثين والمبتعثات ، ولعل في هذا التنسيق بعض مايسدد الخلل الذي ربما يطرأ بسبب ( الربكه ) التي ستواجه الكثير من ابناءنا العائدين بااحلام تفوق الخيال ، لذا لابد من وضع برامج لاستقطاب الاعداد الهائله ، ووضع خطط لتوظيفهم والاستفادة من قدراتهم وخبراتهم التي تلقوها في مختلف تخصصاتهم ليستفيد الوطن وابناءه من كفاءات ستبرز لامحالة في مجال العمل والاحتكاك بالاخرين في معترك الميادين المختلفة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال