الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
AbdullahHabter@
بعد أن وقع اختياري لعنوان مقالتي هذه خطر ببالي تساؤلا مهما، هل سيصدق القارئ أن هناك مخاطر يجري تسويقها، أم يجد في ذلك ما يدعو للغرابة والشك وأنها من نسج الخيال !؟
فالقارئ يدرك تماما أن التسويق يرتبط بسوق تتم فيها صفقات البيع والشراء وتؤثر فيها قوى السوق (العرض والطلب)، أما أن يكون ذلك التسويق من نوع خطر أو في سوق تغلب عليها المخاطرة فهذه سوق خيالية لا وجود لها على أرض الواقع، فلو وجد العرض لما وجد الطلب.
في الأشهر الماضية استقبل جهازي المحمول رسائل وعروض تسويقية وأكاد أجزم أن الكثير مثلي اعتاد على مثل تلك الرسائل، بل حتى أصبحت تلك العروض تزين صفحات الجرائد، وقد لا يخلو يوما يتصفح فيه المرء الشبكة العنكبوتية من إعلان يظهر أمامه فجأة لمثل هذه الأنواع من العروض.
وحتى نكشف عن جزء يسير عن بعض جوانب الغموض يتعين أن ندرك تماما أن التسويق يتطلب قدرة على التفاوض والإقناع ، بل أهم من ذلك معرفة لاحتياجات ومتطلبات المستهلكين، إلا أن تسويق المخاطر على درجة عالية من التعقيد والحساسية إذ يتطلب مهارة عالية وبراعة في تهيئة البيئة له، فهو يحتاج إلى مؤثر قوي يؤثر على أحدى قوى السوق وأكثرها أهمية وهو تحفيز الطلب.
ولعل أهم محفز للطلب لتسويق هذا النوع من المخاطر اعتماده على مؤثر لا يكاد يخلو أي سوق منه ألا وهي الشائعات ، والتي تجعل المتعاملين في السوق يعتقدون بل ويجزمون بحتمية حدوث تلك الشائعة خصوصا إذا أصبحت حركة السوق مهيأة لذلك.
ولكن قبل أن استرسل في الحديث، ما لمقصود بالمخاطر التي أعنيها في مقالي هذا؟
للمخاطر تعريفا عاما ، وآخر خاصا بناءا على الحالة التي تُنسب إليها، ومن أبسط التعريفات هي احتمال حدوث حدث سيئ أو غير مرغوب فيه، ولكن الذي أعنيه هو احتمال التعرض للخسارة، ربما بعد هذا التعريف البسيط – الخسارة – تبدأ تساؤلات بالظهور محدثة علامات الاستفهام تتعارك في مخيلتك .
هل يوجد فعلا سوق للمخاطر !!؟
هل يوجد من يرغب في الدفع وشراء مخاطر قد تؤدي لخسارته !!؟
هل يوجد تسويقا لمثل هذا النوع من العروض !!؟
بل هل يدرك الكاتب عن ماذا يتحدث !؟ ربما يهذي.
أن أحداثا اقتصادية مهمة حدثت في السنوات العشر الأخيرة جعلت الكثير يقبل على هذا النوع من الأسواق – سوق المخاطر – فكثرت المقايضات وبرع المنتجين في تسويق معروضاتهم وأزداد الطلب ، فتلك الأحداث الماضية بدأت تظهر بعض فصولها الآن في هيئة شائعات بين الحين والآخر يتفنن في تصميمها ودبلجتها أهل المصالح – جانب العرض – أملا في التأثير على المستهلك وتحفيز – جانب الطلب – وهذه الشائعات بلا شك ستجد أذنا صاغية لها حتى إذا ارتفعت وتيرة الأحداث بدأ الإقبال على الدفع وشراء المخاطر إما لتعويض ما فقد أو جني مكاسب مستقبلية.
فقبل عشر سنوات تقريبا ربما تزيد قليلا حدثت حركة نشطة في السوق العقارية ، ساعد ذلك مضاربات شبه يومية بين العقاريين أنفسهم وشائعات روجت بأن الأسعار مقبلة على الارتفاع حتى وصلت الأسعار إلى أرقام خيالية نتيجة تهافت الناس على الشراء ،إضافة إلى أن العقار كأصل ثابت يخضع لمعايير معينة في تقييمه تكاد تكون تلك لمعايير معدومة في السوق العقارية لدينا ، فأصبح المتلقي لتلك الشائعات في حيرة أيقدم على الشراء أم يتريث قليلا، أملا في مستقبل قريب يصلح ما فسد في السوق، وقد يكون من تريث محضوضا بذلك، ولم يقدم كغيرة ويدفع من ماله وجهده ثمنا لشراء ذلك الخطر أو تلك الخسارة التي قد تكشف وجهها مستقبلا.
أتمنى أن تكون الصورة واضحة بخصوص المخاطر التي أعنيها، ولعل البعض ذهب إلى أنها العقار، لا تذهب بعيدا وانتظر .. في المقال القادم بإذن الله نكشف سوقا آخر تمكنت المخاطر من الدخول فيه، فلعل التشويق لمعرفتها يجعل الراغبين فيها يعرضون عن طلبها و الحصول عليها .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال