الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الرياض أكبر المدن السعودية، هندسها الأمير سلمان بن عبد العزيز ولي العهد، عندما كان أميرها لعقود، كبرت الرياض واتسعت. مشكلة الرياض الأولى اتساعها، والرياض المتقدمة نموذج التحديث لمدن المملكة، والرياض اليوم محظوظة بأمير صاحب قرار هو الأمير خالد بن بدر بن عبد العزيز.
الأمير خالد بن بدر دشن الأسبوع الماضي بدء العمل في مشروع العشرين مليارا للنقل العام؛ الذي سيكون له ما بعده، وهو مشروع نقل سيحل أزمة ازدحام الرياض الخانق وينقي أجواءها ويوفر المال المهدر، والوقت المهدر في مشاوير طويلة فالرياض ستكون بتنظيمها دليل المدن السعودية، وترتبط بكفاءة بخطوط السكك الحديدية مع مدننا والخليج.
إحدى الأفكار القديمة المطروحة فكرة تقسيم مدينة الرياض إلى أحياء صغيرة في الإدارة التنفيذية، لأن تحديد مسؤولية مراقبي البلدية والصحة سيساعد على ضبط مشاكلها وحصرها في نطاقاتها وإداراتها، ويكون لدى المواطن علم بنطاق الإدارة التنفيذية لكل ما يخص حيه، وبيئته القريبة، فكفاءة الخدمات الرقابية يجب أن تتوازن لكل العمران المدني والريفي في المدينة، هذا التقسيم سيقلل من وجود حالات مسيئة للمدينة في الاقتصاد، أو الخدمات، أو المجتمع لأن الوحدة الصغيرة سهلة الإدارة، بل وتحدد المسؤولية في الحي.
الرياض ليست مدينة سكنية أو ريفية، الرياض مدينة اقتصادية ومركز للتصنيع والإنتاج الزراعي، ويقدر عدد سكانها بسبعة ملايين، ولا يمكن بحال أن تكون مدينة بلا مشكلات، وأحسب أن مهمة أميرها المخلص أن يتتبع المشكلات الحضرية، مثل الغش التجاري، ولعب الوافدين بتسويق الغذاء، والدواء، ومعامل الصناعات العشوائية في الاستراحات والمنازل. وكما بدأت، فالرياض بحجمها الحالي خارج السيطرة التامة، ولا بد من توزيعها إلى نطاقات عمل صغيرة بمسؤوليات رقابة محددة للتنفيذيين من كل الجهات لضمان اختفاء العبث الاقتصادي، والاجتماعي.
بقي أن نشكر المهندس عبد الله المقبل أمين مدينة الرياض، الذي شدد الرقابة على مؤسسات الأغذية والخدمات، وقام بإغلاق عدد منها وتغريمه، والرياض يجب أن تتمثل هذه الصرامة في الإدارة، لأن كثيرا من الذين يخدمون في هذه المؤسسات أجانب لا يقدرون المسؤولية، وليس في حسبانهم حماية الوطن، ولو وجدت فئة قليلة حرصت على استمرار رقيها إلا أن كثيرين يهمهم جمع المال فقط.
الرياض اليوم لا تتوقف عن النمو، فقد تغيب قليلا لتجد معالم تغيرت وعمارات بنيت. إن تقسيم المدينة إلى نطاقات صغيرة سيسهل إدارتها بكفاءة.
نقلا عن الاقتصادية
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال