الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalmatar@
مالذي حدث لمجتمعنا حتى وصلنا لمرحلة أن الشباب يعزف عن وظائف معينة حسب نوعيتها وأو ينظر المجتمع لها بشكل معيب خصوصا بالنسبة للنساء. دراسات سلوكيات الشعوب وتطورها تعتمد على التغيرات خلال عشرات السنين ونحن شهدنا ابائنا يعملون في مختلف المهن وبرواتب كانت منخفضة بأسعار اليوم .
لعل من أهم المسببات هو الوضع الاقتصادي للبلاد وتغير السلوك الاجتماعي تبعا للثروة التي نتجت عن استخراج النفط وماأدى اليه من قيام الدولة بتوفير الدعم بشتى أنواعه ( طاقة،غذاء ) وتوفير وظائف حكومية (مكتبية في الغالب) بحجم كبير حتى وصلت لدرجة تواجد ادارات تحوي ضعف العدد اللازم للقيام بأعماله (مايسمى بالبطالة المقنعة). الوظيفة الحكومية ومايأتي معها من امان وظيفي، وجاهة المنصب و دوام قصير مقارنة بالقطاع الخاص عودت المجتمع على التوجه لهذا النوع من الأعمال والابتعاد عن الوظائف الأخرى وبالأخص المهنية . أضف لذلك استقدام العمالة الرخيصة من مختلف الدول ساهم في خفض رواتب بعض المهن وتنميط النظرة لها بكونها تخص جنسيات معينة. هناك مسببات أخرى لعدم التوجه للأعمال المهنية الخاصة أهمها الحاجة لتملك مهارات معينة يستوجب الحصول عليها جهد ودراسة ، طبيعة الوظيفة المتعبة والدخل المتحصل عليه.
يجب أن نعي كلنا أن طريق الالف ميل يبدأ بخطوة وأن الغالبية العظمى من مدراء الادارات الذين يمسكون حاليا مناصب قيادية في مختلف الشركات الكبرى حاليا بدؤا من أسفل السلم . الكثير منا يطمح لمركز قيادي في ادارة حكومية / شركة (البعض يفضل البقاء في الظل او مؤمن بمحدودية امكاناته) لكن لايعي أنك لكي تصبح قادرا على الريادة والقيادة ، تحتاج أن يكون عندك قاعدة صلبة تساعدك على تفهم واقع الاداء والتحديات المرتبطة بالعمل.
حاليا هناك تشبع كبير من ناحية الوظائف الحكومية وتتركز الوظائف المطروحة في السوق عند القطاع الخاص ويشمل ذلك كل مستويات وقطاعات الوظائف(صناعية/ادارية). من المتعارف عليه أن كمية الوظائف المطروحة تقل كلما إرتقت اداريا ( بشكل هرمي) لذا فغالبيتها تتركز في مستويات منخفضة الى متوسطة . هناك العديد من الملاحظات التي سبق وذكرناها في مناسبات أخرى بخصوص الدخل المرتبط بالوظائف المطروحة ولاداعي لتكرارها لكن مالعمل؟
امامك خياران :
الانتظار حتى حصولك على وظيفة مناسبة لتوقعاتك/طموحك مهنيا وماليا ( والاعتماد على دعم اهلك أو حافز) الى أجل لايعلمه الا الله
اغتنام أقرب فرصة في مهنة تطور فيها مهاراتك وتتحمل خلال السنوات الأولى المجهود الاضافي الواقع عليك والدخل المنخفض حتى تحين الفرصة المناسبة ويزداد الطلب على خدماتك وبالتالي دخلك.
يدخل في الخيار الثاني خيار تأسيس عمل خاص صغير والبدء حتى من تحت الصفر ( بالاقتراض من الاهل مثلا) والعمل ليل نهار لانجاحه والذي لو حصل فستكون أنت من يعرض الوظائف للناس.
تذكر أن مستقبلك لن يتحدد بأول وظيفة أو راتب صغير تستلمه فما هي الا البداية . أعرف شخصيا العديد من الامثلة لشباب تركو وظائف الحكومة وتوجهو للقطاع الخاص برواتب تراوحت بين 4/6 الاف ريال فقط وشقو طريقهم بكفاحهم حتى تعدى دخلهم ال 20,000 ريال شهريا خلال سنوات لاتتجاوز العشر. العديد سينجح ويصل للمراتب الأعلى لكن البقية لها فائدة أخرى تتمثل في اكتساب خبرات تساعدهم على الانتقال لوظيفة أخرى أو بدء استثمارهم الخاص.
لاتجعل/ي كلام الناس ونظرتهم الى الوظائف التي ينظر لها بالمتدنية المستوى/الدخل تؤثر على قراراتك فانت الملزم بالنفقة على نفسك وعائلتك ولن تنال منهم شيئا. اعتمد على نفسك وكافح فإن نجحت والا على الاقل حصلت على شرف المحاولة.
العقبات هي تلك الأشياء المخيفة التي تراها عندما يتشتت نظرك عن أهدافك
هنري فورد
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال