الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يخفى على أحدكم حالة الإحباط، واليأس، والتذمر، والألم الشعبي التي تصاحب أي مشروع صغر، أو كبر، يُزمع إنشاؤه على امتداد مملكتنا الحبيبة؛ ذلك أنه أصبح من المسلمات أنه سيدخل نفق الفساد الإداري، والمالي لا محالة؛ فتخرج لنا مشاريع متعثرة، متأخرة، مشوهةٌ؛ ليست كما خطط لها، وليست كما رآها الناس من خلال الصور، ولا كما صورها المسؤول في وسائل الإعلام؛ إنها حالة مؤرقة لم تنفع معها التدابير الحكومية، ولا الدراسات، والمؤتمرات، والمنتديات المعنية؛ وإن تتبعنا الأسباب فلن نخرج عمَّ طرحه المختصون، وسنظل ندور في نفس الحلقة المفرغة؛ ولذلك وجب التغيير، والبحث عن طوق للنجاة؛ لينقذنا من هذه الحالة البائسة؛ ولا أظننا سنجد منقذا يداوي كل علاتنا، ويحظى بثقة ملكية، وقبول شعبي منقطع النظير؛ مثل ابنة الوطن العملاقة (ارامكو).
حين يأتي الحديث عن شركة ارامكو فغيرها يُطَلْ، ويُترك على المدرج ليستمتع بالإبداع، ويشاهد الإعجاز؛ فهي بجانب عملها الرئيس المبدع في النفط، والغاز؛ تمثل النموذج الحي للريادة، والصدارة، والتفوق، والإنجاز في التخطيط، والهيكلة، والتنظيم الإداري، والمالي؛ وبناء المنظومات المحترفة؛ وهي الفريدة في قبولها، وتَأثُرِها المباشر بمحدثات العصر المعرفية، والتقنية؛ وهي المتفوقة في البحث، والتطوير، وتوظيف مخرجاتها في نشاطاتها؛ وهي المتنوعة في أعمالها فلها في التعليم، والصحة، والتدريب، والمسؤولية الاجتماعية، والطرق، والإسكان، والأمن، والسلامة، والبيئة، والصيانة قصر منيف، وروضة غناء؛ وهي المنضبطة جدا في الإشراف، والمتابعة لكل ما يوكل إليها؛ فهذه جامعة الملك عبدالله (كاوست)؛ وهذا ملعب الملك عبدالله (الجوهرة المشعة) خير شهادات لها على التميز، والجودة.
الفكرة هنا ليست مكاييل للمدح فارغة من مضامينها، ولا حديثاً عاطفياً بعيداً عن العقلانية، والمنطق؛ إن ثقة خادم الحرمين الشريفين بها، والارتباط المجتمعي بهذه الشركة، والموثوقية العالية في منجزاتها، والمصداقية التي تتمتع بها؛ وبالمقابل الضعف الصارخ في وزارتنا المعنية في تنفيذ خطط التنمية، والهزال الشديد في إنجاز ما يخطط له في الميزانيات السنوية، والحواجز البيروقراطية التي تعرقل كل شؤون حياتنا، ولتأكد استمرار الصرف على التنمية الداخلية خلال السنوات القادمة؛ يُحَتِم علينا أن ننادي كل المسؤولين بالإسراع في استنساخ ارامكو أخرى تحت مظلة ارامكو الأم؛ تكون معنية بالإنشاءات، والتشغيل المؤقت؛ وتحال إليها جميع مشاريع الدولة لتخططها، وترسي عقودها، وتتابع تنفيذ مراحلها، حتى تسلمها إلى جهة التشغيل، وقد تساهم في تشغيلها حتى يستقيم أمرها، ويشتد عودها؛
ومن مزايا هذا التوجه حفظ المال، والوقت، والجهد، وتحقيق السرعة، والانضباط في العمل التنموي، وتقليل الأعباء، ورفع الحرج عن أجهزة الدولة المختلفة، وتفريغها لتقوم بعملها الرئيس، في تشغيل المنشآت، وتطوير الأداء؛ كما أن تعامل القطاع الخاص مع أرامكو سيرفع بلا شك كفاءته، وقدرته، الفنية، والإدارية؛ فهم يعرفون جيدا ما معنى التعامل مع ارامكو؟! (فإن كنت ريحاً فقد لاقيت إعصارا).
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال