الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قالتها إحداهن وهي تطالع أسعار البيوت في أحد الاعلانات ( مع أن البيت كان قديم جدا ) ولايستحق ربع القيمة المعلن عنها ، حتى وأن كانت المنطقة الموجود فيها البيت ذات تاريخ كبير في البيع والشراء، أو إنها ( حقت الشبعانين، كتعبير احدهم ) فإنها لاتصل إلى هذا الرقم ذو الاصفار الكثيرة جدا، يتعب من تخيلها اللاهثين وراء امتلاك ( صندقة العمر التي تصغر مساحتها ويرتفع سعرها كلما إزداد طلب الناس لها ) عفوا قصدي بيت العمر الذي يتحكم به التاجر والسمسار وأحيانا كثيرة الشريطي الذي يدخل بالعرض كلما سمع أن هناك مشتري مسكين لايجد من يدله !
والماحي هنا هو الدعاء بالهلاك على كل المتسببين في هذه المعضلة من بنوك ، ووزارات بمن فيها ، ومؤسسات اخرى لها يد بطرق اخرى ، التي ازعجت الكثيرين ممن لهم امال عريضة في هذا الجانب بالذات ، مما جعل اكثرهم يعرض بشكل ملحوظ عن التفكير في مجرد قراءة اخبار العقار المتسارعة ، والتي لم تعد تعجبنا بسبب المبالغة فيها وكانها تحدي على مدى قدرتنا على الصبر او التجاهل لكل مايثيرنا ، ويجعل اغلبنا يتراجع قبل ان يقدم على هذه الخطوة المجنونة والتي ستجعلك مديونا بقية حياتك لاكثر من جهة تقتطع من لقمتك ولقمة اولادك بلا رحمة ، ولعل الارقام التي اعلنها النقد العربي السعودي عن التراجع الملحوظ في اقتراض المواطنين لاجل شراء البيت كانت واضحة بنسبة تتراوح مابين الــ 28% و 29% ، لتكون النسبة المتراجعة من اجمالي القروض الاستهلاكية من 13 % الى اقل بكثير من 10 % ( النسب تقريبية ) والتي تعتبر الادنى خلال السنوات الاخيرة ، وقد تتغير بحسب البيانات التي ستطالعنا مستقبلا .
أن ( المطب ) الذي تسعى البنوك لايقاع المقترضين فيه هي اثارة الشائعات بان العقار سيرتفع ، وان الاسعار ستقفز لاكثر مما هي عليه الان ، وتزداد جنونا على جنونها ، فتبدأ فوضى الافكار عند ( المساكين ) الذين يصدقون كل هذه الحكايات ، فيقعون فيما لاتحمد عقباه ، لتبدأ دوامة اخرى ينتهي العمر قبل ان تنتهي ، بل ربما يرثها الابناء ( جيل اخر من المساكين ) يحملون عبء السنين ويتوارثون ديونا لانهاية لها ، المتسبب فيها ( دجة ) الافكار الانانية ، والتي لاتراعي احدا سوى زيادة الاصفار في ارصدة البنوك على حساب احلامنا ، مما جعل ( الماحي ) الذي دعت به السيدة قليلا في ( حق ) من جعلها تشعر بهذا الألم الممزوج ببعض التمتمات الاخرى ( الى متى هذه المهزلة ) ؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال