الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن النساء اللاتي دخلن سوق العمل بدافع الحاجة الاقتصادية يشكلن نسبة الربع تقريبا من مجمل النساء العاملات بأجر في سوق العمل السعودي, وذلك يعود إلى تطبيق نظام النفقات الشرعي الذي يكفل للمرأة نفقتها.
تشير الدراسات ان معدلات المرأة في قوة العمل حسب فئات العمر تبلغ ذروتها في الفئة العمرية من 25-34 سنة, وتشكل هذه سنوات الذروة للمرأة في الطور الإنجابي والتربوي.
كما ان البيانات الاحصائية لعمل المرأة في المملكة العربية السعودية تشير الى ان حصص المرأة في سوق العمل هو في الواقع الأمر يأتي على حساب الرجل وهو ما يسمى بتأنيث سوق العمل, ويترتب علية ارتفاع نسبة البطالة عند الذكور, وهذا بدورة ولد عدد من المشكلات أهمها تأخر الزواج لدى الذكور فالتمكن من تأسيس الأسرة مرتبط بالتمكن المادي, حيث أن المهر والنفقة مناطة بالرجل وفقا للتشريع الاقتصادي الاسلامي, وترتب علية في المقابل ارتفاع نسبة العنوسة بين النساء.
وهنا يأتي السؤال هل الاتجاه المتزايد لتوسيع مشاركة المرأة في سوق العمل المحلي سينعكس ايجابا على وضع المرأة الاجتماعي ان انه سيأتي بنتائج عكسية؟
وهل تتوقف الاحلام المهنية المرأة السعودية وتصبح في طريق بين خيارين ؟
وجميع هذه المعطيات المرتبطة بعمل المرأة تؤثر تأثيرا مباشرا في البنية الاجتماعية والاقتصادية في المملكة العربية السعودية, ولها انعكاسها على المرأة والأسرة والمجتمع, وينبغي ان تدرس السياسات المنظمة لمشاركة المرأة السعودية في سوق العمل بما يحقق التوازن الاجتماعي والاقتصادي, والاهتمام بكافة المتغيرات ذات العلاقة بعمل المرأة, واستشراف مستقبل الاسرة في ضوء تلك المتغيرات
كما ان الظروف تغيرت سواء من الناحية الاجتماعية او الاقتصادية واصبحت الحاجة ملحة للعمل ومساعدة الزوج في ظروف الحياة, ولم تصبح موضة كما وصفها البعض بأن دخول المرأة معترك التدريب والعمل الإداري, وهنا يذكرنا برأي الأستاذ حاكم حضور البلوشي رئيس فرع الجمعية السعودية للإدارة بمنطقة مكة المكرمة بأن عالمنا العربي والإسلامي يضم بين جنباته الكثير من الإداريات الناجحات.. مشيراً إلى عدم بروزهن كنماذج متميزة يعود بسبب الإعلام العالمي الذي يريد إبراز الناجحات اللاتي يزاحمن الرجال في الأعمال التي يقوم بها الرجال فقط!
كما اضاف ان الرجل والمرأة متساويان شرعاً في التحصيل العلمي بصفة عامة و ألتفقه في العلم الشرعي بصفة خاصة، وفي نفس الوقت مطالبان بنقل هذه العلوم والمعارف بالوسائل التعليمية والتدريبية المتاحة لكل منهما.
ولا أميل بوصفها موضة أو تقليداً بل يجب على كل من الذكر والأنثى أن يتميزوا ويساهموا بفعالية في المجالات التي يحتاجون إليها حسب مقتضيات ومتطلبات الحياة لمنافسة العالم. أما في العلم فقد تتفوق النساء على الرجال أحياناً؛ فالإبداع الفكري ليس حكراً على الرجال, وأخيرا يظل القرار لها العنوسة أم المنصب!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال