الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المتتبع للتطور المذهل والمتسارع في تقنية المعلومات والاتصالات يدرك ما مدى حجم المسؤولية الكبيرة الملقاة على الدول في التعامل مع متطلبات العصر التقنية في ظل مفهوم “العالم أصبح قرية صغيرة بالمفهوم التكنولوجي الحديث”.
لقد حجزت المملكة العربية السعودية لها مكانا متقدما عالميا في إرساء مفهوم الحكومة الالكترونية لدى مواطنيها والاستفادة من تقنيات العصر في تكنولوجيا نظم المعلومات المتخصصة والاتصالات.
وما نشاهده اليوم من تطور عصري لدى المجتمع السعودي ومؤسساته الرسمية والمجتمعية لهو دليل واضح عل الانطلاقة القوية في طرق التعامل مع ثورة الاتصالات وتقنية المعلومات وآفاقها المستقبلية لمواكبة التوجهات العالمية لسد الفجوة الرقمية والتحول إلى مجتمع معلوماتي، واقتصاد رقمي ولزيادة الإنتاجية وتوفير خدمات الاتصالات وتقنية المعلومات لكافة شرائح المجتمع، في جميع أنحاء السعودية.
وحسب الدراسة المقارنة التي أجرتها شركة اكستنتشر العالمية المتخصصة في الاستشارات الإدارية والخدمات التقنية أظهرت مؤخرا ، أن السعودية تأتي في المركز الخامس بين عشر دول رائدة في تقديم الخدمات الحكومية الرقمية.
وتشير المؤشرات العالمية والمحلية الي ان الجهد الكبير للقيادة السعودية وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز حفظه الله في دعم هذا التوجه التكنولوجي ،كان له دورا كبير في ان تقطع السعودية شوطا كبير في التحول التقني والرقمي في نظم المعلومات من الوسائل التقليدية في التدوين في السجلات والمستندات الورقية، من خلال تعاملاتها في مجال تطوير تطبيقات ادارة المواردERP في نظم البرمجيات التطبيقات الخاصة بالأنظمة المالية والادارية النمطية الحكومية GRP وذلك تقنيا ووظيفيا.
لقد دخلت عدد من الشركات السعودية وخاصة في مجال نظم المعلومات مضمار التنافس بل تفوقت على مثلياتها العالمية، وقد نفذت عدد من الشركات عقودا مع جهات رسمية ومؤسسات محلية سعودية،منها على سبيل المثال لا الحصر، برنامج “ابشر” في وزارة الداخلية و”باشر” في المرور و”مدار حاسب ” في وكالة الانباء السعودية وجامعة الملك سعود.
فيما كشفت دراسات نشرت مؤخرا على أن 65 %من المواطنين السعوديين يستخدمون شبكة الخدمات الإلكترونية للتفاعل مع حكومتهم، مشيرة إلى أن الأولويات التي يطلبها المواطن تتمثل في التخطيط على المدى الطويل، وتوفير الخدمات بشكل أكثر فعالية وأقل تكلفة.
وهذا التطور السريع والتفاعل المجتمعي في التحول من حكومة تقليدية إلى حكومة الكترونية يأتي في طليعتها التقدم التقني والثورة المعرفية، والحاجة إلى تحقيق الاستخدام الأمثل للموارد، مع ضرورة الاستجابة لمتطلبات الحياة العصرية بفاعلية.
لقد أصبح المجتمع السعودي يتطلع لان يصبح مجتمعا حاسوبيا متفاعلا مع تطورات العصر، وخاصة ان البنية التحتية المتوفرة في المملكة قادرة على إنجاح التحول الحالي للحكومة الالكترونية، فبالإضافة إلى ارتفاع معدلات استخدام الحاسب الآلي في أعمال المؤسسات العامة والخاصة، فان انتشار التعليم، وتوفر الدعم السياسي والمالي الرسمي يعتبر من العوامل المهمة لكفاءة الحكومة الالكترونية.
—————————————————————————————————————————————–
مدير عام الشركة التطبيقية لخدمات الحاسب الآلي..الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال