التعليم المحاسبي ومتطلبات سوق العمل

يحتل التعليم المحاسبي مكانة كبيرة إلى جانب العديد من العلوم الأخرى ، وتأتي هذه الأهمية لكون الحاجة المستمرة والدائمة في سوق العمل ، فكان لا بد من الاهتمام بعملية التعليم المحاسبي ، والتي يمكن من خلالها تهيئة الكوادر المهنية والأكاديمية القادرة على سد احتياجات الطلب المتزايد على المحاسبة . ومما لا شك فيه أن جودة مهنة المحاسبة في الإبقاء بمتطلبات سوق العمل يرتبط بجودة التعليم المحاسبي ، لذلك يعد لبنة مهمة لبلوغ تلك الأهداف الحالية والمستقبلية .

وكان لا بد من تشخيص وتقييم الوضع الحالي للتعليم المحاسبي للوقوف على نقاط القوة والضعف في برامجه ، وذلك من خلال استكشاف مدى ملائمة البرامج التعليمية المطبقة حاليا بأقسام المحاسبة في الجامعات لمتطلبات سوق العمل ، ومن ثم تحديد الوسائل المناسبة لتطوير هذه البرامج بشكل يجعلها قادرة على مواجهة التحديات التي تواجهها مهنة المحاسبة ، وضرورة التعرف على كفاءة وفاعلية البرامج التعليمية ومدى وفائها بالاحتياجات المطلوبة في ظل التطور السريع ، لذلك يجب علينا للوصول للهدف ،تحديد احتياجات قطاع الأعمال ومطالبه فيما يتعلق بما هو مطلوب من المحاسب القيام به من مهام وأعمال وذلك من خلال شركات المحاسبة المهنية ، القطاع الحكومي ، البنوك والمنشآت والقطاعات الخاصة بشكل عام ، وتحديد المعرفة والخبرة والمهارة المطلوبة من المحاسب لأداء مهامه وواجباته ، وتحديد أساليب وطرق التعليم المناسبة لتأهيل خريج المحاسبة لأداء مهامه على أكمل وجه ، وتحديد المشاكل والعوائق التي تواجه عملية التطوير وتحديث المناهج وطرق التدريس الحالية ، ومن هنا فإن الاهتمام بالتعليم المحاسبي يعتبر ضرورة ، وأن هذا الاهتمام يمكن أن يتحقق من خلال ضرورة توافر الأسس العلمية الصحيحة العملية التي يمكن من خلالها تحقيق الهدف من التعليم المحاسبي .

—————————————————————————————————————————————–

* متخصص في المحاسبة