الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في بداية الطفرة الأولى تذاكى أحدهم وقال: بدل أن اشترى 400 متر في ذلك الحي الذي يقولون إنه راقٍ، أشتري بنفس القيمة 1200 متر في حي أقل، وأنعم بالحدائق والسعة وحين أبني وأدخل بيتي وأقفل الباب فلن أدري عن مستوى الحي، كلها أراضٍ.. وفعل ولكنه درى بعد أن سكن بشهور فإزعاج الجيران متواصل، والمساكن حوله صغيرة متراصة إذا أراد إخراج سيارته من منزله فقد يجد باب الكراج مسدوداً بسيارة جار أو ضيف جار، كما أن شارعه صار ملعباً للصغار.. وكان صريحاً فقال: الخسارة في العمار لافي الأرض وباع بيته وانتقل لحي آخر أكثر هدوءاً وأوسع شوارع.
إذن فإن اختلاف الأحياء في الرقي مسألة حقيقية في كل مدن العالم.. ولكننا نمتاز عن بقية خلق الله بأمور مزعجة منها أن الأحياء الراقية تموت بسرعة وتتحول إلى مؤسسات وسكن عمالة، مما جعل الكثيرين يواصلون العمار والعناء والانتقال من جديد، ومنها الغلاء الفاحش في أسعار الأراضي بحيث أصبحت قيمة الأرض تصل أحياناً إلى قيمة العمار وهذا مخالف لكل مدن الدنيا حيث لا تزيد قيمة الأرض السكنية في المتوسط عن ربع قيمة المبنى، ومنها انعدام التطوير العقاري الحقيقي الذي يوجد أحياء نموذجية متكاملة إذا سكن فيها الإنسان أحس بالراحة والاطمئنان.. العقاريون يبنون مئة منزل في مساحة خمسة ملايين بشكل متناثر لمجرد رفع قيمة الأرض وعلى من يشتري أرضاً ويعمر ويسكن أن يصبر عشرين عاماً على الإزعاج المتواصل من الحفر والدفن والغبار وأسراب العمال، فالأحياء المطورة متكاملة لن يُعمر أحد بعد أن تسكن، كما أنها مزدانة بالحدائق والمتاجر الكافية.. عندنا يفتح الله.
نقلا عن الرياض
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال