الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
alnimri1@
كنت من الطلاب المحظوظين الذين درسوا في مدارس التعليم العام التي بنتها ارامكوا، في المنطقة الشرقية، وما زالت تشرف على صيانتها. فصول ومرافق رياضية في مدرسة ثانوية نموذجية تضاهي مثيلاتها التابعة لوزارتي التربية والتعليم، والتعليم العالي!
زرت مدرستي الثانوية قبل فترة، ومررت بقاعة المكتبة المدرسية الزاخرة بالكتب في كل فن باللغتين العربية والانجليزية. لي فيها ذكريات مع أطباء ومهندسين وأساتذة جامعة حاليين، وإن كنا في ذلك الوقت ، على الأغلب، نتفيأ ظلال المكتبة هربا من الشمس و ليس طلبا للقراءة.
وأنا على باب المكتبة تذكرت طالبا كنت أراه أسبوعيا فيها، و لاحظت حينها أنه كان يأخذ كل أسبوع مجلدا من صحيح مسلم، حسبته في أول وهلة أكثر طلاب المدرسة ثقافة، وعندما عرفت لاحقا أنه جمع مكتبة منزلية تزخر بالكتب العلمية والأدبية و الشرعية مما أخذ من مكتبة المدرسة ، أيقنت في ذلك العمر أنه ببساطة لص كتب.
اليوم وأنا أتذكر ذلك الطالب، وفعله الذي كان أول واقعة فساد أنتبه لها، لا أراه مختلفا عن أشباهه اليوم من لصوص المال العام والخاص ، إن وجدوا عليه طريق. كلهم أحل لنفسه ما سرق، واعتبره حقا له إن لم يأخذه ضاع عليه و أخذه غيره.
وإلا فما الذي يدفع شخصا لأن يسرق صحيح مسلم ليستخدمه مرجعا في أبحاثه ويزين بجماله ، وطيب ما حوى، مكتبته غير فهمه المنحرف ونفسه الدنيئة؟! غفلت إدارة المدرسة عن المكتبة و لم تعين لها مشرفا، أو لعلها عينت مشرفا عليها فانشغل بعمل آخر عن ما وكل إليه ولم يرع الأمانة، فما وجد اللص من يوقفه و يسأله.
كم مشروعا تنمويا اليوم كمكتبة مدرستي الثانوية قبل سنوات، وكم مديرا لمشروع غافل عنه كإدارة المدرسة وقت دراستي فيها، وكم مشرفا على مشروع لم يرع أمانته كمشرف المكتبة، وكم فاسدا تسلط عليه في غفلة كسارق صحيح مسلم؟!
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال