الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يخفى على أي مواطن الثلاث قضايا التي تمسه بشكل مباشر ، السكن ، البطاله ، ممارسات البنوك الجائرة .
ظل السكن و سيظل الشغل الشاغل لكل مواطن ، و عنيت الدولة بهذا الموضوع وماتزال مهتمه به ولعل آخر ماصدر إتجاه هذا الموضوع إقرار فرض الزكاة على الأراضي البيضاء ، لعلها تخفف شجع التجار و تؤدي إلى إنخفاض أسعار العقارات التي وصلت إلى مستويات عالية لأسباب غير منطقية .
أما فيما يختص بموضوع البطاله فإن وزارة العمل قامت وماتزال تقوم بممارسات جيدة أدت إلى توظيف العديد من الفتيات و الشباب ومانزال نطمح بتغيرات أفضل ، لكن ماشهدناه بالسنوات الأخيرة يظل انطلاقة جيدة ومحفزة للتقدم أكثر .
القضيتين السابقتين لم تحل بشكل كامل لكن على الأقل كانت ممارسات التنفيذيين و مطالبات المواطنين وحديث المهتمين و المختصيين مؤثراً ومغيراً للحال القديم . لكن هناك قضية على الرغم من أن الحديث عنها منذ سنين طويلة ومازال حديث مستمر و لايكاد يمر شهر إلا ونجد أحد المختصين أو المهتمين قد طرح هذا الموضوع إتجاهه لكن ظلت البنوك صامدة واضعه أصابعها على آذانها ضاربة بعرض الحائط كل ماتسمعه !
السؤال : أين المسؤولية الاجتماعية للبنوك ؟
أين دورها في التعليم ، التدريب ، الصحة ، الرعاية الاجتماعية ، الجوانب الثقافية ، الترفيهه !!
ليس للمجتمع فقط بل أيضاً للعاملين فيها أيضاً !!
لن نطلب منها أن تتبرع من جيبوبها لكن هي تحقق أرباح هائلة من أموال المواطنين الذين لا يأخذون أي فائدة على ودائعهم التي يضعونها في حساباتهم، في المقابل نجد أن بعض بنوك الدول الأخرى تمنح فوائد على الحساب الجاري ! ويعود سكوت المواطنين إلى الإلتزام الديني نظراً لتحريم الفائدة . لا نطالب بفوائد الربوية لكن هل يعقل بأن جميع البنوك بمستشاريها و مدرائها لم تجد أي قنوات ادخارية تحقق فائدة للمواطن بعيداً عن الفائدة المحرمة ! المشكله التناقض الصريح فهي تأخذ الفائدة الربوية بدون نقاش وتمتنع عن دفع الفوائد الربوية على ودائع المواطنين، كأنها تقول أنا سأستفيد أما أنت فلا فإن الفائدة محرمة !! لا يكفي للبنوك المزايا التي تحصل عليها من الدولة من تسهيلات و إعفاءات ضريبية و من المواطن من تنازله عن فوائد على مدخراته فإن تصر على موقفها . لا أقول أن جميع البنوك لم يكن له أي دور في خدمة الوطن و المواطن ولكن أقول أن دورها لم يصل و لو لربع الدور المنشود.
نحن لا نتكلم من فراغ بل من واقع مرير والمشكله أن البنوك تصر بإستغباء على تصرفات تجعلنا ننقم عليها أكثر ، فلا أزال أذكر ما قاله لي مدير أحد فروع البنوك عندما تقدمت بفتح محفظة ، المحفظة مجانية و ليست عليها أي رسوم ! ماذا كان يتوقع أن أفرح مثلاً لأنني حصلت على محفظة مجانية !! إنها محفظتي و أضع فيها نقودي التي من الممكن أن أخسرها لأنني سأعرضها للمخاطر في سوق الأسهم فبأي حق تأخذون عليها لو ريال واحد .
أتمنى كما يتمنى الكثير أن تسترد بنوكنا سمعها لما نقول وتنفقذ واجباتها ، و أيضاً أتمنى كما يتمنى الكثير أن يكسر احتكار القطاع البنكي لننعم بمزايا المنافسة ويستفيد البنك و يستفيد المواطن فما المشكلة لو وصل عدد البنوك إلى خمسين بنك .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال