الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ماذا لو كان للادخار في حياتنا نصيب واهتمام ، حتى لو كان قليلا جدا ، بمعنى ان يكون له نظرة حنان من جانبنا ، واعني بذلك تلك الزاوية المهملة من حياتنا التي تلغي ( ثقافة الادخار ) من قاموسنا الشهري ( الراتب الجميل ) الذي يتحمل اكثر من طاقته في اغلب الاحيان ، فنصبح اغلب الايام مدانين بالرغم من ان رواتب معظمنا ليست سيئه لهذه الدرجة !
ان ثقافة الادخار الغائبه عن تفكير اكثرنا ، ليست في البال ابدا ، حيث ان من اسهل الطرق هو الالتجاء للاقتراض من البنوك امرا بسيطا جدا لمواجهة المشاكل المالية التي تفاجيء بعضنا ، حيث انتهجت الاسر السعودية اللجوء لهذا الاسلوب لحل بعض أو معظم المشاكل المالية ، حيث وصل عدد المقترضين في المملكة الى 3.5 مليون مقترض بينما تجاوزت حجم القروض الشخصية مبلغا وقدره 400 مليار ريال
وهذه الارقام تقريبية ، حيث تتفاوت من وقت الى اخر ، لكن الهدف من كل هذا هو ان ثقافة الادخار ليست لها ملامح في سماءنا المتعبة من كثرة التفكير في الخروج من معظم ازماتنا المادية ، حيث تحولت معظم الاسر السعودية الى الاستهلاك السلبي ، الذي يعتمد بشكل مباشر على الانفاق على السلع الكمالية بشكل مبالغ فيه ، بل يصل الى الاسراف ، وكل ذلك بقصد ان يكون اشباع احتياجات غير ضرورية ابدا ، الهدف منها هو مجاراة الاخرين ، او من اجل الظهور بمظهر ( ياارض اتهدي ماعليك قدي ) ا
والموضوع الاكثر اضحاكا هو ان حجم الانفاق لهذا النوع من الاسر مرتفع جدا في بداية الشهر مقارنة بنهايته ، وفي اغلب الشهور يصل الامر الى حد الافلاس والاضطرار الى الاستدانة من فلان وعلان ! ان ثقافة ( اغلاق العين ) عن كل ماهو ليس بضروري غائبة تماما امام المغريات التي تنتهجها الاعلانات ووسائلها المختلفة ، حيث دفعت الكثير من الاسر السعودية الى نمط عيش يعتبره الكثيرون لايتناسب مع الدخل ، حيث ليس هناك قدرة لاحتمال المفاجات التي تنتج في النهاية لاتباع هذا الاسلوب الغير مدروس ابدا .
ان غياب ثقافة الادخار ، التي يجهلها الكثير ، ادت الى مخاطر اقتصادية ومادية واجتماعية كبيرة ، جعلت اكثر الاسر تتحول من مدخرين الى مقترضين ( استنزاف للدخل غير مدروس ابدا ) حيث يلجأون الى اسهل الحلول واسرعها ، الا وهو الاقتراض ليقعوا بعد ذلك في مشكلة الديون التي تبقى لزمن طويل تقض مضجعهم ، وتؤرق منام الراتب ومنامهم ، حتى يتم السداد من معظم القروض الاستهلاكية التي وصلت في اخر احصائية الى اكثر %80 من اجمالي القروض الشخصية لازال يعاني منها الكثير ممن لم يحسبوا حسابا لكل هذه المفاجات الغير متوقعه ابدا ، ولنقف امام هذا التجاهل لهذه الثقافة التي هي من صالحنا بالدرجة الاولى ، ولنمنحها بعض الحب والانتباه ، الذي سوف تعيده لنا عندما تغلق في الوجوه الابواب في وقت الازمات المالية التي لاتخفى على اكثرنا ممن ذاق مرارة القروض والديون المتراكمة .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال