الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
awalmatar@
مالذي يتطلب لبناء بلد قوي يوفر الرفاهية والامن لمواطنيه وساكنيه؟ نستطيع ذكر لائحة طويلة تشمل مختلف الجوانب المرتبطة بها ولكن كلها في الغالب تتمحور حول ثلاثة عناصر أساسية :
*نظام سياسي واضح ومتين يحظى بقبول الغالبية العظمى من السكان.
*قوة عسكرية متطورة وفعالة قادرة على حمايته من الغزو الخارجي وفرض الأمن بالداخل.
*أقتصاد قوي قائم على عناصر انتاج وانظمة متفاعلة وتتطور باستمرار مدعوم بنظام نقدي/مالي متين.
بالنسبة للنقطتين الأولتين ، تعيش المملكة حالة استقرار سياسي منذ تأسيسها عام 1932 وتتمتع بقوة عسكرية متطورة قادرة باذن الله على حماية الوطن . تركيزنا في هذا المكان هو النظام الاقتصادي وماهي السبل التي أرى أنها ستساهم في تطويرالبناء الاقتصادي الحقيقي وبالتالي زيادة الامن الاقتصادي ورفع مستوى رفاهية المعيشة .
أقتصاد الدول يبنى على العديد من المصادر نذكر منها التالي :
1-مصادر طبيعية متجددة مثل الزراعة والصيد
2-معادن طبيعية غير متجددة مثل البترول والمعادن الفلزية
3-سياحة تعتمد على طبيعة وأجواء مناسبة واثار مميزة أو/ و سياحة ترتكزعلى أنشطة ثقافية،تجارية وعلمية تتميز بها البلد عن غيرها.
4-قاعدة صناعية متطورة قادرة على المنافسة عالميا.
5-امكانيات علمية تؤهل الدولة لتكون مصدر للخدمات العلمية والمعرفية ( برامج كمبوتر ،خدمات معلوماتية تقنية ، كفاءات علمية الخ).
في العادة تتوزع النشاطات الاقتصادية للدول على مختلف العناصر المذكورة بالأعلى وبنسب مكونات مختلفة على حسب الامكانيات المتوفرة وتوجه الدولة في سياساتها الاقتصادية.
الجدول التالي يبين نسبة مساهمة القطاعات الاقتصادية الأساسية في سبعة دول من مجموعة العشرين
(السياحة جزء من الخدمات بينما النفط يدخل ضمن الصناعة)
تطور دخل الدول يعتمد على مقدار ماتستطيع انتاجه (زراعيا،صناعيا وخدماتيا) والمقابل الذي تتحصل عليه من بيع هذه المكونات للدول الأخرى وبالتالي بناء احتيطيات مالية قوية. بالنسبة لدولة مثل اندونيسيا ،تعتبر الزراعة مكون كبير من اقتصادها لكن غالبية االنتاج يذهب للاستهلاك المحلي بينما يتطور قطاعي الصناعة والخدمات وهو مايساهم في زيادة الدخل ولكن بوتيرة بطيئة نظرا لتعدادها السكاني الكبير. من ناحية أخرى تعتمد ألمانيا على امكاناتها الصناعية والعلمية المتطورة لبناء اقتصادها وزيادة كفائتها والاستفادة من صادراتها .
في المقابل طبيعة المملكة الصحراوية لاتساعدها في الجانب الزراعي لكن قطاع البترول (مادة طبيعية غير متجددة) ساهم في الاستفادة من المداخيل الكبيرة الاتية من بيعه وبالتالي تطوير النشاطات الأخرى وقبلها انشاء بنية تحتية للبلاد تساهم في الاعداد لهذه الأنشطة. لكن في المقابل مازالت المملكة تعتمد على البترول وبنسبة تفوق 90% من مدخولها السنوي وهو مايعرضها لمخاطر عديدة بينها نفاذه، ايجاد البديل والتقلبات السعرية له.
الحل يبقى في استغلال الظروف المتاحة لايجاد مصادر دخل أخرى فنعمة النفط اتاحت للدولة فرصة تاريخية للنهوض باقتصادها وابنائها واختصرت الوقت الكثير لكن هذا يستوجب زيادة الفعالية في التحول. دول مثل المانيا والولايات المتحدة وعلى الرغم من مواردهما الطبيعية المتميزة (طبيعة ،مياه) كانو السباقين في الثورة الصناعية ومن بعدها ثورة المعلومات فكان لهم قصب السبق في قيادة الاقتصاد العالمي . وبالنسبة للسعودية فمازال أمامنا الكثير ولكن حلم الغد يبدأ بخطوة ولابد لها أن تكون سريعة لو أردنا بناء قوة اقتصادية مستدامة. أنظمتنا التعليمية ،الصناعية والادارية بحاجة للمراجعة والتطوير ولاارى لنا خيارا آخر.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال