الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
حيث لكل شيء طعم وجمال ، نكاد نفتقده بسبب بعض المواقف ، ومن أهمها مواقف ( ورقة المقاضي ) التي لها حنة ورنة ، ولها صولات وجولات من خلال ساحة العراك ( اقصد عربات التسوق وهي تزدحم بشكل عشوائي ومزعج امام المحاسب ) كأن لها أصوات الرماح في ساحات المعارك ( والمشاهدات في هذا كثيرة جدا ) مما يجعل متعة التسوق تضيع هباءا ، وتتحول الى مصيبة ، نحاول ان نتجنبها عندما ينتهي مشوارنا التسوقي وخاصة في نهار رمضان، أو ليلة الصيام، ومن المضحك فعلا ان العمالة تدرك هذا ( الهيجان ) الذي يصيب المتسوقين، فيبدأ التلاعب الحقيقي بالاسعار، وتغيير الأرقام بمهارة فائقة ( تفوق حركة رأسه يمينا ويسارا، ماما ايس كلام ) ولايمكنك بعدها سوى السكوت، لتتفادى الصراخ القادم من اخر الطابور الملتهب بأن ( يخلصنا نبي نمشي ترانا صايمين ) وهؤلاء الصائمين لامانع لديهم من دفع اية فاتورة ، في سبيل الخلاص ، والعودة للبيت للراحة والنوم قبل ان يؤذن مغرب ذلك اليوم ، فينسى انه قد ارتكب مصيبة لن يشعر بها سوى ليلة العيد ، هذه المصيبة تؤكدها الفواتير ذات الارقام الغريبه التي لن يصدقها الا بعد فوات الاوان ، لتأتي الاحداث في مخيلته، عن زحمة ذلك اليوم، وأصوات الناس، وابتسامة البائع الغريبة حينما كان يقرأ له المبلغ المفترض أن يدفعه ! ويقوم بدفع الحساب دون اي نقاش !
أن أحدنا لايكاد يفهم هذه ( المشاكل المادية) التي يوقع نفسه فيها من أجل ( ثورة مقاضيه ليس لها داعي ، تكتشف بعدها أن بعض السلع منتهية الصلاحية وضعت بطريقة ذكية جدا بين البضاعة الصالحة للاستهلاك قد تم شرائها من بعضنا دون الانتباه لذلك بسبب الفوضى والتزاحم، فيضطر للتخلص منها بالرغم من ثمنها الباهظ ) ويشعر بعد كل ذاك، وهو يراجع حساباته، وبطولات يومه في تلك المعركة التسوقية ، الا وكأنه كان هناك زلزالا أصاب الارقام المتبقيه في حسابه ، لم تكن نتائجها متوقعة ، فيبدأ اللوم والعتاب ، والندم الذي لاينفع بعد أن ( وقع الفأس في رأس الميزانية المتعثرة دائما بسبب التصرفات الفجائية )
لو تحدثنا عن كيفية التعامل مع رمضان ( بدون فواتير مقاضيه التي ليس لها داعي في معظم الاحيان ) من باب إنه شهر صيام وعباده فقط ، لوجدنا فائضا ماديا ونفسيا، نحسد انفسنا عليه، لان جمال هذا الشهر لايأتي بهذا الاسلوب أبدا ، ولن يكون له هذا الجمال طالما نحن نتعامل معه بهذه الطريقة ، ولن نشعر بانه بدأ يرحل ويتركنا ، ونحن لم نستمتع به بعد ، ولنفترض اننا قد قسمنا رمضان لثلاثة اجزاء، الجزء الاول من رمضان للأهل والعائلة والاصدقاء ، والجزء الثاني للفقراء والمساكين، نبحث عنهم ونحاول ان نسعدهم بما نقدر عليه ( كما رأيت من بعض الشباب في العام الماضي وسأخصص مقالا عن هذا الجانب في المرات القادمة)، أما الجزء الاخير فسيكون لانفسنا ، لنحاول بقدر مانستطيع ان نتذوق طعم رمضان الحقيقي في الامتناع عن كل شي ، واعتزال الدنيا بصخبها ، ومصاحبة كلام الله وسيرة نبيه الكريم والاجتهاد اكثر في الصوم الحقيقي عن كل شيء، ستكون النتيجة ذات تأثير جميل، يبقى اثرها على مدى الايام القادمه وربما طوال السنة، لنحصل بهذا على روشتة روحانية جميلة ، ولنجد للعيد طعما حقيقيا في داخلنا، وفي عيون من حولنا من الناس ، هل ياترى سنجرب من باب التجرية فقط، ام اننا لسنا المعنيين بذلك ، من يدري !
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال