الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
Mo_Alyousef @
متخصص في المنشآت الصغيرة والمتوسطة
مع مرور الأيام، ازدهر اقتصاد المملكة حيث نما الناتج المحلي باضطراد إلى أن وصل 2.8 تريليون ريال صاحبه تضخم عظيم أثر سلبا على ثروات الأفراد. وأصبحت السلع الأساسية من سكن و مركب صعبة المنال، كما أصبح الحصول على الغذاء مشقة على أفراد كثر.
وبازدهار الاقتصاد خلقت فرص عمل عديدة إلا أنها حتى الآن لم تواكب النمو السكاني ولم تتلقف الأعداد الهائلة من طالبي الوظائف، ومبادرات وزارة العمل مثل حافز الجديد الذي استقبل 1.5 مليون شخص بلا عمل هي خير دليل.
والمتتبع لسنة الحياة وحال البشر عبر التاريخ يعلم تمام ان هناك فئتين من الناس وهما: أرباب الأعمال والكوادر البشرية، علاقة الفئة الأولى بالثانية طردية أما علاقة الفئة الثانية بالأولى تبقى منعدمة!. فكلما ازداد عدد أرباب الأعمال كلما خلقت الوظائف التي تستوعب هذه الكوادر. أما ازدياد الكوادر البشرية الراغبة لدخول سوق العمل بدون وظائف مخلوقة يؤدي إلى البطالة ويعيق تنمية أي دولة كما هو الحال لدينا.
فهذه هي الصين بعدد سكانها الهائل الذي تجاوز المليار نسمة لم تتحرك قيد أنملة الا عندما تحركت همم أصحاب الأعمال. والمراقب عن كثب لحالنا يعلم تماما أن الفجوة بين الوظائف الموجودة والتي لم توجد بعد سواء كانت حكومية أم من جهات خاصة، لم ولن تُسد لضحالتها أمام أعداد الراغبين بالعمل.
وإذا عدنا لوضع اقتصادنا الراهن لوجدنا أن هناك حاجات و طلبات على سلع وخدمات تزداد يوما بعد يوم، فنحن لا ننتج و لا نصدر إلا مستخرجات لثرواتنا الخام من النفط مع نسبة ضئيلة لمنتجات إما أن تكون مصاحبه له أو سلع لا تذكر. وإذا تأملنا ميزاننا التجاري من دون الصادرات النفطية الخام (الصادرات غير النفطية – الواردات) لوجدناه دائما عاجز، فصادراتنا الغير نفطية لم تتجاوز 196 مليار ريال في أحسن الأحوال أما وارداتنا فهي 574 مليار ريال وفقا لإحصائيات عام 2013.
لذلك سعت الدولة خلال السنوات الماضية الى تشجيع أصحاب الأعمال الحاليين وخلقت القنوات ونظمت الأسواق لاستقطاب المبادرين الجدد، وهذا لا يلغي العقبات تماما لكن بتذليلها تدريجيا . فهاهي وزارة التجارة تمكن أي مبادر من الحصول على السجل التجاري بأريحية ومن منزله من خلال الإنترنت وهاهي وزارة العمل قد سهلت إجراءاتها ونظمت الأسواق من المتلاعبين من العمالة السائبة والتي قد كانت تسيطر على أسواق عدة وهاهي وزارة المالية تشجع البنوك والصناديق الحكومية على توفير السيولة للمبادرين.
رغم سنواتي القليلة، إلا أنني لم ألمس أبداً سلاسة في إمكانية تأسيس الأعمال كما لمستها خلال هذه الفترة، حيث لم يبق للمبادر إلا العزيمة الصادقة والهمة العالية والتوكل على الله سبحانه واختيار نوع السوق لبدء تجارته التي قيل فيها “التجارة تسعة أعشار الرزق”. فهل نرى من يقول “دلوني الى السوق” كما قالها ابن عوف رضي الله عنه! وللحديث عن السوق بقية …
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال