إختلاف العقليات للمستثمرين العقاريين

في لقاء لي مع أحد المستثمرين العقاريين السعوديين تطرقنا لازمة الحديد التي حدثت في السنوات الماضية، واستوقفني تعاملة مع الازمة وعن ماحدث لأحد تجار العقار مع الحدث نفسة والذي لم يدع لي مجال للشك أنة ليس كل عقاري يملك المال هو بالفعل مسثمر ناجح.

ذكر لي ان كل واحد منهم إستاجر أرض لمدة 20 سنة للبدء في تنفيذ مشروع استثماري بمبلغ يقارب النصف مليار ريال، بغض النظر عن نوع المشروع أو حتي دراسات الجدوى الاستثمارية للمشروعين أخبرني أنة ومع بدء الاعمال الانشائية ارتفعت أسعار الحديد آنذاك فكان تعاملة كمستثمر مختلف كليا مع تلك الأزمة عن صاحبنا العقاري.

ففي الطرف الاول أخبرني المستثمرالعقاري أنة بدء بتحليل الموقف والوضع الاستثماري من جميع النواحي المالية للإستثمار حاليا ومستقبليا في حال تم إستكمال الاعمال بالمشروع مع الارتفاع الحاصل في سعر الحديد، كما أنة إستعان بشركة إستشارية لدراسة الوضع وتحديد جدوي التوقف من عدمها لحين عودة اسعار الحديد لوضعها السابق أو حتي أنخفاض نسبة منها.

وكان القرار بإستكمال العمل بالمشروع ونتيجة لذلك تم إستكمال المشروع بالوقت المحدد وتم تأجير المشروع بالكامل مع “زيادة ليست بالطفيفة في أسعار التأجير” بالنهاية الحصيلة لم تكن سيئة ابداً كانت فقط تأخر في استرجاع راس المال.

في الجانب الاخر قررالعقاري وقف الاعمال في التنفيذ بحجة انة ليس بحاجة لدفع مبالغ اضافية للمقاول بسبب زيادة أسعار الحديد مع أنة كان يملك الاموال الكافية لتغطية الطلب في الزيادة وارتئ ان يؤجل المشروع لحين انخفاض الاسعار. القرار  من الناحية النظرية جيد كون صاحب المشروع لم يقترض المبلغ لتنفيذ مع العلم أن التأخر في تنفيذ الاعمال لمدة قاربت السنتين كانت مدفوعة الثمن للارض المستأجرة كما اخبرني المستثمر العقاري. من وجهة نظري أنة لا أحد يستطيع أن يقول أن صاحبنا العقاري كان مجبراً علي الاسراع بالتنفيذ لتجنب خسائر محتملة وذلك كون أن المال مالة وله وجهة نظره الخاصة ولكن كان سؤالي للمسثمر الم يكن صاحبنا العقاري عند البدء بالمشروع يفكر بتحقيق أرباح أو أن المشروع مجرد وقف ؟ فقال لي تم طرح السؤال ذاتة علي التاجر فكان رده نعم  وانة حتمياُ يفكر بالربحية ولكن كان السبب وراء التأجيل أنة في بداياتة ببناء الفلل وبيعها واجهتة مشكلة مشابهة بإرتفاع أسعارالاسمنت وانة قررحينها التوقف والمعاوده لاحقا لحين زوال ظرف الارتفاع وبالفعل تم حل تلك الازمة وتم استكمال البناء.

بشي من الاستغراب بدأت بتأمل تعامل صاحبنا العقاري مع المشروع ذو القيمة المقاربة لنصف مليار كمشروع صغيرأو حتي كصاحب عقار لا يملك المال الكافي لتغطية الزيادة فيقرر التوقف لحين عودة الاسعار للإنخفاض أو تجميع مبلغ لتغطية العجز، وأيضاً متجاهلا كل المعايير الاقتصادية والأخذ في الاعتبار أن القيمة الحالية لريال لن تكون نفسها بالمستقبل ناهيك عن إحتمالية إرتفاع الاسعار في جميع مواد البناء و أيضا إحتمالية إرتفاع أسعار اليد العاملة ولم يعير أي بال بالنظر في الجوانب الاخري والتعامل بشمولية مع الازمة كما كان تعامل المستثمرالعقاري مع الموقف كنت أتسال كم عقاري لدينا يملك نفس المنهجية في إدارة مشاريعة أو إدارة أموال المستثمرين معه.