3666 144 055
[email protected]
في مقال سابق ذكرت بأن هناك سلوك اقتصادي ينبغي أن يتعدل إلى الافضل شكراًوحفاظا للنعمه ( بالشكر تدوم النعم) ولكن لاحياة لمن تنادي هذا مارأيته من هجوم غيرعادي على المحلات التجارية مع بداية شهر رمضان المبارك..
وكأن هذا الشهر( شهر مباهاة بالوان السفر والاطباق )
إقبال الناس على هذه المحلات وإنفاق الأموال الطائلة دون الاستفادة الكاملة من كل ماتم شراؤه وعدم الحاجه له ليس إلا عاده من المفترض تغيرها،فليس من الواجب ان تبقى عاده.موسميه،،أو ربما تكون سلوك و هوس نفسي يتم من خلاله إشباع رغبات داخلية وتطمين النفس بأن جزاء صيامها هي سفرة عريضه طويلة وملئها بأطباق قد يجهل الاغلب اسمها وطعمهاوربما لايعرف شكلها، نهايتها صورة انستقرامية و مرمى للنفايات..
{لَتُسْأَلُنّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النّعِيمِ}
لذلك لدي بعض الاسئلة لقطبي الأسرة واللذان هما مسئولان عن كل هذا ومسؤلون امام الله عن تربية ابنائهم وبناتهم وتعويدهم على السلوك الجيدوتعلم الاقتصاد الاسري والبعد عن البذخ في كل جوانب الحياه.
اسألتي لكل رب أسره الذي هو المسؤؤل عن توفير المال لأسرته:
هل عَلمت وعودت ابنائك على الفرق بين الأساسيات والكماليات؟!
هل سألت نفسك من اين جلبت أنت هذه الاموال التي تم الشراء بواسطتها وهل لديك ضمان لإستمرارها لديك؟
هل سألت نفسك ماذا ستفعل بعادات أسرتك وابنائك إن تغير دخلك أو تغيرت الظروف للأسوأ لاقدر الله؟!
هل من الضروري شراء المستلزمات الرمضانية بالجملة من البدايه ومنهايصبح الشخص يُسرف بلا هواده،فقط لانهامتوفرة لديه ؟
ماذا لو جزءات تلك المصاريف كل خمسة ايام كي تشعر، وانت كل فترة تخرج المال بقيمته وصعوبة حصولك عليه في الوقت الذي تحتاجه ،وفي الطرف المقابل كرب للاسرة الاطمئنان أن كل ماتم شراءه مسبقا تم استخدامه كله بلا تبذير واسراف؟!
أليس من المفترض ان تكون السُفرالرمضانية بسيطه،كي تشعر ويشعر معك افراد اسرتك بمعنى( رمضان ) وبما تعانيه الشعوب الاخرى من حولنا من ( حرمان ) وبالتالي يحترم الجميع المال ويتم استخدامه بطريقة صحيحة؟
أليس من الافضل التقنين كي يتربى الابناء علية وتصبح لهم قدوة؟
وبعد كل هذا و بكل أسف مايلفت الانتباه هو المباهاه من ربات المنازل في اشكال سفرالمأكولات ،سواءً الرمضانية او خلافها، وبالتالي اصبحت محتويات تلك السفر التي تم دفع المال واحراقه فيها مكان للمباهاة والمفاخرة ويتم تناقلها عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي وعرض صورها في الانستقرام وغيره،ومع هذا اوجه عدة اسئلة للأم العزيزه وربة الاسرة ،والام التي هي اساس البيت والتي قيل عنها انها مدرسة تربي الاجيال:
هل اصبح الطعام للمفاخرة ام لسد حاجة الجوع ؟
هل تذكرتي الأم السعودية التي تخرج من الصباح الباكر وفي الشمس الحارقه كي تبحث عن قوت يومها لاطفالها الجوعى؟!
هل تذكرتي وانتي ترسلي هذه الصور الأم السورية التي لم تجد ماتطعم اولادها وهم لاجئئين في تركيا ولبنان؟
هل تذكرتي العاملة المنزلية التي تنظر اليك وتتحسر بانها تركت اطفالها جوعى وحضرت اليك ،للغربة والعمل على جلب المال لهم ،التي انتي من خلالها ترسمين السفر وترسليها صور؟
هل تذكرتي ان هناك شخص ربما يشاهد هذه الصور ولدية مرض عضال لايستطيع معه اكل هذه الوجبات؟
هل تذكرتي انك تغرسي صفة التبذير والتهاون بنعمة المال في نفس ابنتك وفي ام المستقبل وهي تراك تستخدمي الجوال وترصي الصحون وكأنها منظر جمالي تعرضيه لصديقاتك وبالتالي يصبح لدينا ام مستقبلية مبذرة مسرفة لاتحترم نعمة المال؟
ختاما: مايحدث من تصرفات لأغلب الأسر السعودية ،يدل على ان المال اصبح ليس له قيمة عند تلك الاسر،بل اصبح من السهولة توفيره وانه اصبح وسيلة لجلب التسلية والسعادة عليهم فقط. لم يعد رمضان شهر الإحساس بشعور المسلمين الجوعى في اقطار الارض ،بل اصبح لدى تلك الاسر وقت لاعدادوإختراع الجديد والمنوع من الاطعمة،متى تدرك تلك الأسر أن المال زينة الحياة الدنيا،ولكنه في موضع آخر من كتاب الله فتنه (إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ )،فأخشى علينا وعليكم ان تحل بنا فتنة المال ونَهلك.
رسالة من محب للجميع لعل الله يحدث من تغيرلسلوك اقتصادي مقيت.دمتم بود وحفاظا على نعمة الرحمن في رمضان ،وفي كل زمان (لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ ).
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734