3666 144 055
[email protected]
تناقلت وسائل الإعلام في الفترة الماضية خبر الزيارة التي قام بها رجل الأعمال بيل جيتس، التي تزامنت مع احتفالات البنك الإسلامي للتنمية بمرور 40 عاما على إنشائه، التي تكللت بدعم سخي من مؤسسة بيل وميليندا جيتس بقيمة مليار ريال سعودي لمصلحة مشاريع شلل الأطفال التي يشارك فيها بنك التنمية الإسلامي.
في عام 2010 ذهل العالم من قيام 40 مليارديرا بالتعهد بمنح ثرواتهم، أو أجزاء لا تقل عن النصف منها، للأعمال الخيرية فيما عرف ذلك الوقت بالتعهد بالعطاء The Giving Pledge، وأطلقت شرارة ذلك الخير على أيدي مجموعة ضمت أنجح مستثمر في العالم وارن بافيت Warren Buffett مع إمبراطور “مايكروسوفت” بيل جيتس وزوجته ميليندا جيتس من خلال مؤسستهما الخيرية Bill and Melinda Gates الخاصة بعد أن ترجل بيل عن إدارة إمبراطورية مايكروسوفت التي أسسها. واهتمت هذه المؤسسة برعاية الأطفال وتعليمهم في الولايات المتحدة وفي الدول النامية في إفريقيا وآسيا وشرق أوروبا وغيرها من القارات.
قال الثنائي جيتس في ذلك الوقت “إنهما يشعران بأنهما محظوظان بأن أتيحت لهما الفرصة لإعادة الأموال التي استودعا عليها، فهما يؤمنان بحق الفقراء أيضا في المال الذي منحهما الله إياه”.
هذا التبرع، واستمرار العمل الخيري المنظم والمخطط له يعطيان مؤشرا قويا على أن العمل الخيري لا ينطلق من مؤثرات شخصية بقدر ما هو طبيعة إنسانية راقية تمنح لمن يوفق لها. لم تمتنع المؤسسة عن دعم مشاريع في بلدان تختلف معهم في كثير من الأمور، بل كانت حافزا لهم لإيجاد شراكات مع مؤسسات منفذة تتمتع بشفافية ووضوح في مسيرة العمل وتحقيق الأهداف. وهو ما وجدوا ضالتهم فيه من خلال الشراكة مع البنك الإسلامي للتنمية، الذي يتخصص في هذه الأعمال من خلال مؤسسة متطورة إداريا وتنفيذا، وتسير حسب خطط ممنهجة وواضحة، لتحقق مكاسب للمستفيدين منها.
يستمر بيل وميليندا جيتس في إعطاء الدروس الخاصة بالمسؤولية الاجتماعية من خلال باب تحقيق التنمية المستدامة، وإقران ذلك بالعمل الخيري الذي يحقق احتياجات الفقراء والمساكين في مختلف القارات.
ويعطينا البنك الإسلامي للتنمية مؤشرا نفتخر به، أن حقق من على أرض هذه البلاد الطاهرة كل معايير الاستحقاق التي تدعم أي فاعل خير للتقدم والمشاركة بالمال لما يخدم خطط وبرامج هذه المؤسسة العريقة. وتبقى الحاجة ماسة لمؤسستنا الخيرية أولا للاستفادة من العمل المنهجي، والشفافية التي تحقق مكاسب آنية ومستقبلية. وكذلك الحاجة لأن يتبنى رجال الأعمال والمحسنون مشاريع تنموية تحقق التنمية المستدامة، وتسهم في خلق جيل يملك مقومات الصحة، والعلم لينافس لمستقبل الأمة. وهنا أذكر بمقال كتب في هذه الصحيفة بعوان “عبد الله بن محفوظ.. علق الجرس في عالمنا الإسلامي؟”، وما زلنا ننتظر مثل هذه التجارب المشرفة والمثمرة.
-نقلاً عن “الاقتصادية”-
© 2020 جميع حقوق النشر محفوظة لـ صحيفة مال
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734