الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
ماذا لو قدم احدنا روشته اقتصادية جديدة ، نغتنم فيها صخب ايامنا المليء بالشكوى في الالتفات الى ماهو اكبر من مجرد اللهاث خلف كلام لايجدي نفعا، وصراخ لاينفع ،
واعني بذلك كيفية تعاملنا مع المشكلات الاقتصادية التي تواجهنا في اغلب الاحايين ومن ثم الحلول ، التي اغلبها تدور حول حماية المستهلك من الاستغلال مهما اختلفت اشكاله ، والمتتبع لكل ذلك يجد انه بمجرد ان بدأت ثورة الاعلام الاجتماعي ، فانك لاتجد الا الشكوى ، بطريقه غير منظمه ، فيها الكثير من الفوضى ، يصاحبها الكثير من التفاعل من المجتمع بطريقه اكثر فوضى وازعاج ( ولاالومهم في ذلك ، من تحرقه الشوربه يخاف من الزبادي ) ومن يجد شكواه قد نامت ، وعلاها الغبار سيلجأ لامحاله الى الشكوى المعلنه بااسلوب ( مقطع له عنوان رنان ) لعل صوته يصل .
الكثير من الاحيان الاحظ ان الشكاوي كلها تدور حول ( استغلال جيب المواطن ) وعدم التوقف عند اثار هذا الاستغلال النفسيه على اكثرنا ، ولعل ماسوف اورده هنا يوضح لنا اكثر ، حيث ان احدهم قد المني كثيرا منظره وهو يصرخ بشكل هستيري عندما عرض علبة لاحد انواع حليب الاطفال المنتهية الصلاحية ، موضوعه بشكل سيء بين العلب التي لم تنتهي صلاحيتها بعد ، ثم اخذ هذه العلبه وبدأ يدور بها في المحل طالبا من الجميع تصويرها وارسالها عبر المقاطع التي يسارع اكثرنا لمشاهدتها ، ثم استمر في الصراخ بشكل مؤلم خائفا على اطفاله واطفال الاخرين الذين ربما لم ينتبه الاهل لهذا ، ثم تحصل الكارثه ( تسمم وموت ) لطفل بريء لاذنب له سوى ان الفساد قد طال حتى غذائه ! والاكثر ايلاما ان صاحب المحل قد وقف امامه يحدثه بكل هدوء ( ياخي بشويش وش فيك علينا !!) ومطالبا له ايجاد حل باسلوب اخر ( نفسي افهم وش يحس فيه )
الاسئله كثيره جدا حول ماإذا كان هذا الاسلوب مجدي مع نوعية المشاكل التي يتداولها الجميع عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، هل يوجد مصداقيه كافيه لطرح الشكوى بطريقه اخرى ، هل فعلا سيصل الصوت الى المعنيين بالامر للفصل فيه ، هل الشواهد التي نراها باللقطات الواضحه في الكثير من ( المقاطع ) والماده المرئيه ستعطي للمواطن مصداقيه اكبر لطرح الشكوى بهذا الاسلوب ، هل يكفي التهجم على المتسبب بمثل هذه المشاكل التي يمتليء اليويتوب بها لبث الشكوى اكثر واوسع ، ويظهر التفاعل معها من كل المشاهدين ، بل ان بعضهم ( يعزز ) الشكوى بمقطع اخر ، في موقع اخر ، لمشكلة اخرى يظهر فيها الاستهتار الحقيقي بصحة المستهلك وسلامة اطفاله ، ومايؤلم فعلا هو انه في النهاية لايوجد حل مستدام يقلل من حدة الالم في صوت ذلك الرجل ، او يعوضه على الاقل ببعض التطمينات ان لكل مشكله حل ، وانه يشكر على خوفه الذي انقذ الكثير ممن كانوا سيتضررون ( لاسمح الله ) وهكذا .
نحن بالفعل نحتاج لاجابات كثيرة ، وروشته اقتصاديه بالغة الدقه ، تحمي المستهلك من جشع وجنون بعض التجار الذين يضربون بسلامتنا عرض الحائط ، هدفهم الربح على حساب صحتنا وصحة اولادنا ، ولعل اهم بنود هذه الروشته هو ان تضافر جهود جميع المؤسسات المجتمعيه سيسد بعض الجوانب المهمه في المشكلات المطروحه ، ثم ان التأكد من المشكله ودوافعها يقلل من الاضرار التي ستتسبب بها للطرفين ، ناهيك عن طريقة عرض المشكله وارتفاع ثقافة الشاكي يقابلها حلول واقعيه من المتسبب فيها ، هذا التضافر سيردم الفجوة القائمه بين جميع الاطراف ويرضي الجميع ، واما ماعدا ذلك فسنظل نشاهد الدوامه تزيد واثارها الاجتماعيه والاقتصاديه تطفو وتطغى على كل الوجوه .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال