الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
من المعلوم أن الشركات والمؤسسات الهادفة إلى الربح تستغل كل مناسبة أو توقيت محدد أو حدث ما؛ لتوظيفه قدر الإمكان نحو تحقيق مبيعات أكثر، وجني ربحية وعوائد أعلى، وذلك فيما يتفق مع طبيعة منتجاتها والسوق الذي تباع وتشترى فيه.
ولذا، فهي تقوم بجهود كبيرة في ترويج السلع والبضائع التي تبيعها من خلال برامج دعائية تسويقيه مختلفة، تتعدد طرقها وتتنوع تطبيقاتها. فمن برامج الهدايا المجانية مع شراء المنتجات أو جوائز لمسابقات مختلفة، وما إلى ذلك حيث تتدرج تلك البرامج التسويقية من البساطة المتناهية إلى ما هو أكبر وذلك في مضامينها وقيمها بحسب نوعية وطبيعة البضاعة.
ولقد شاغب فكري ما شهدته من بساطة وتعقيد في مقارنة عابرة نحو تطبيق للحملة الترويجية ما قامت بهما مؤسستان مختلفتان، احداهما بسيطة جدا في هيكلها التنظيمي ومنتجها والأخرى شركة كبيرة جدا، غير أن المعنى يكاد يكون واحدا.
ففي أحد الشوارع مع دخول شهر رمضان المبارك، ذهب أحد مطاعم الفول الى وضع لافتة على باب المحل مكتوب فيها : “الخبز مجاني طيلة شهر رمضان” وأما الشركة الكبيرة فحملتها التسويقية هي عروض تحفيزية على أسعار سيارات بتخفيض قيمتها وكذا طريقة السداد.
وهذا بلا شك حق مشروع لكلتا المنشأتين وكل منشأة اقتصادية في اتخاذ كافة التدابير النظامية نحو تسويق منتجاتها بالطريقة الملائمة لمنتجها.
إن البرامج التسويقية للمنتجات هي أسلوب من أساليب الإدارة الحديثة، والتي ذهب المختصون فيها الى التعمق في بحثها وتطويرها وتكييف طرقها، مما يحقق اهدافا محددة محصلتها تحقيق عوائد اكبر وتنامي في الربحية والمكاسب، حيث فصّل باحثو علوم التسويق في مجالات الترويج والاهداف والرسالة التي يراد ايصالها.
فهناك رسائل تهدف لتأكيد جودة المنتج، ومنها ما يرسخ الولاء للشركة ومنتجاتها، وأخرى لمناسبة ومعقولية الاسعار والترغيب في اختيار هذا المنتج مقارنة بالمنافس وما الى ذلك.
ومع الرغبة في ايصال رسالة أو رسائل متعددة عن طريق الأساليب التسويقية للمنتج، إلا ان هناك بعض الحملات الترويجية قد توحي للمتلقي عكس ما يعنى إليه المسوّق. وهذا ما استشعرته حين شاهدت إحدى المؤسسات تعلن عن تخفيضات على كل اصناف بضائعها بمقدار 50% طيلة شهر رمضان!!
إن مثل هذا الإعلان في تقديري يفهم منه بالأساس، أن الأسعار من البداية اسعار مبالغ فيها لحد الجشع وعدم العقلانية، والدليل هو كبر حجم هذا الخصم أولا، وعدم تفرقته بين الاصناف فالكل ينطبق عليه هذا القدر من التخفيض، وايضا بخلاف مدة العرض. إن مثل هذه الحملات الترويجية خاصة تلك التي يفهم منها عدم المصداقية والموثوقية في معنى الرسالة الموجهة الى المستهلك، تكون في الغالب مصدر ترسيخ لمفهوم خاطئ عن هذه السلع والبضائع التي يروج لها بمثل هذه الطرق.
وحيث إننا نعيش مناسبات ومواسم مختلفة منذ دخول الشهر الكريم، وها نحن الآن على اعتاب عيد الفطر المبارك وما سيليه أيضا من مناسبات كالعطل، والتي بلا شك تزيد من زخم الحملات الترويجية طمعا في كسب اكبر قدر ممكن من العملاء، فإن على المسوّقين ومروّجي البضائع ايّا كانت سلعه أو خدماته، الحرص على معاني حملاتهم الدعائية تلك، وانتقاء طرق تطبيقها فيما يخدم ايصال رسالة ايجابية لاسواقها.
إضافة إلى ذلك، فإن على جهات الاختصاص المحاسبة بدقة لتلك الحملات، وعدم الاكتفاء فقط بمراقبة تطبيقها من عدمه، بل يجب ان يتعدى ذلك الى فهم جذور الحملة الترويجية، وتطبيق المقولة المعروفه “حدّث العاقل بما لا يليق فإن صدّق فلا عقل له”.. وكل عام وأنتم بخير.
نقلا عن صحيفة “اليوم “-
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال