من هو رائد الأعمال؟

من هو رائد الأعمال؟ ما هو الفرق بين رائد الأعمال وصاحب المشروع الصغير؟ هل يجب أن يبدأ رائد الأعمال من الصفر أو يمكنه أن يشترى مشروع موجود أو يأخذ وكالة امتياز؟ أسئلة تتردد بكثرة على ألسنة كثير من المهتمين والراغبين بالتجارة.
على الرغم من عدم وجود اتفاق بين الباحثين على تعريف واحد لرواد الأعمال, إلا أن الدراسات السابقة أشارت إلى وجود مدرستين أساسيتين هما مدرسة شمبتر (Schumpeter, 1934) ومدرسةكيرزنر (Kirzner, 1969).

تقول مدرسة شمبتر بأن رواد الأعمال هم الذين يجلبون التدمير الخلاّق للسوق (Creative Destruction) بحيث تغير اختراعاتهم الطرق القديمة التي كانت موجودة. على سبيل المثال: كان الفانوس وشعلة النار هو الطريق للإضاءة والإنارة حتى أتى توماس أديسون واخترع اللمبة التي أحدثت ثورة في طرق الإضاءة وفي حياة الناس.

هذا المثال ينطبق على كثير من الاختراعات التي أحدثت ثورة في الطرق القديمة مثل الكمبيوتر, الهاتف وغيرها من الاختراعات التي غيرت من نمط حياة البشرية.

في المقابل, تقول مدرسة كيرزنر بأنه لا يشترط في رائد الأعمال أن يجلب تغيير جذري وثوري في السوق, بل يكفيه أن يضيف ويبدع في أجزاء مفقودة في النظام الموجود. على سبيل المثال/ مطعم البيك للوجبات السريعة أدرك أن الناس تحتاج دائماً إلى وجبة جيدة وسعرها في متناول اليد وتقدم بخدمة ممتازة فقرر أن يستغل هذه الفرصة. والأمثلة على مدرسة كيرزنر كثيرة, بل هي إن أغلب الأفكار الريادية الجديدة تنتمي لهذه المدرسة, وتتوزع في كل الصناعات والقطاعات سواءاً الخدمية أو المالية أو غيرهما.

هناك مجموعة من السمات والخصائص التي تعرفنا على رواد الأعمال, حيث أنهم أشخاص يبحثون عن فرص تجارية, ويريدونإثبات وجودهم من خلالها. وحيث لا يوجد اتفاق على تعريف واحد بين الباحثين, سأسنقل في السطور التالية خلاصة تعاريف ذكرت في أبحاث سابقة.

رائد الأعمال هو شخص مبادر أخذ على عاتقه تحويل مشكلة أو حاجةما إلى فرصة , بغض النظر عن الموارد او الامكانات التي بحوزته.عندما يقوم رائد الأعمال بأداء العمل العادي, فإنه يقدمه بصورة غير عادية عبر إضافة رونقه وطابعه الخاص على العمل الذي يقوم به، هو شخص يتفاعل مع بيئته ومجتمعه ومع من حوله ويستطيع بخيالهادراك مشكلة او حاجة ما ويستطيع أن يحولها إلى فرصة ترتبطبوجدانه وكيانه ومن ثم يكافح ليحولها إلى ارض الواقع.

هناك الكثيرمن العقبات والتحديات والصعاب التي قد تواجه رائد الأعمال فيالطريق من انشاء الفكرة إلى تحويلها إلى ارض الواقع , لكن يتميزالرائد بأنه يغامر ويضحي بوقته وجهده والفرص الأخرى حتى ترىفكرته النور.

ريادة الأعمال هي مفهوم واسع يقوم أساساً على المبادرة , والجرأةالمحسوبة وهي تقوم على أساس أن الانسان هو الكائن الوحيد الذييجب أن يتحمل مسئولية اعمار هذه الأرض لما وهبه الله من الصفاتالتي تؤهله لذلك وتميزه عن باقي الكائنات. كما أنها تقوم على أنالانسان مؤهل ليستجيب ويبادر لحمل هذه المسئولية من أجل حياةأفضل , وسعادة أكبر.

ريادة الأعمال ليست هي بالضرورة الإجابة المناسبة لمن يبحث عنالمال أو الوظيفة , المال يجد رائد الأعمال بشكل تلقائي متى مااستطاع أن يتحمل المسئولية وأن يحول المشكلة إلى فرصة وواقع.وهي طريق لاستكشاف مكامن الحاجات في المجتمع والعمل علىالتصدي لها وتطويرها لأجل عمارة الأرض.

يتواجد الرياديون في أزمنة و أمكنة كثيرة , ففي تاريخنا الاسلامي مثلاً عثمان بن عفان رضي الله عنه كان من أبرز رواد المدينة , حيثبرزت حاجة أهل المدينة للماء في عهد النبي صلي الله عليه وسلم , في وقت لا يوجد فيه بالمدينة إلا بئرٌ واحد يملكه يهودي يبيع الماء لأهلالمدينة ولا يستطيع كثير من أهل المدينة شرائه. فأدرك عثمان رضي اللهعنه المشكلة , وأخبر اليهودي برغبته لشراء البئر, فوافق اليهودي علىبيع البئر بخمسين ألف درهم, فساومه عثمان رضي الله عنه بأنه يرغببشراء نصف البئر بحيث يكون يوم لعثمان ويوم لليهودي, فوافق اليهودي فاشتراه عثمان رضي الله عنه ثم أبلغ أهل المدينة بأن يسقوامن يومه ليومين.

وفي عصرنا الحاضر هناك العديد من الرواد منهم د.ابراهيم ابوالعيشحين أدرك حاجة ريف مصر إلى تطوير الانسان والمجتمع , فانشأمزرعة سيكيم في صحراء بيلبيس في محافظة الشرقية في عام 1977م لإنتاج الأغذية الحيوية والأدوية والخدمات البيئية, وأصبحت اليوم معلماً حضارياً ومركزاً تنويرياً تخدم المنطقة بالمواد الغذائية والتعليمية والصحية.