الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مايعكر الصفو فعلا ، بعد فرحة رمضان والعيد هو الخوف من بعض الفواتير المؤجله التي تنتظر بعضنا بشوق لامثيل له ، وكأنها لاتعرف سوانا ، حتى ان بعضنا يتناسى انه قد صرف او سلك طريق التبذير في الايام الماضيه التي اجبرتنا في كثير من المواقف ان ندفع اكثر مما يفوق احتمال دخلنا الشهري ، وهذا ماكان المقصود به هو التروي وعدم الاستعجال او الاندفاع خلف اهوائنا واهواء اطفالنا الشرائيه من اجل المحاباه وتقليد الاخرين ، والمستفيد من خلف كل هذا هو التاجر مهما كان حجمه او مكانته او بقالته التي تبيع الحلوى باسعار مجنونه ليلة العيد ، حتى ان بعضهم يفتتح بقالته من قبل صلاة العيد من اجل اصطياد المتأخرين في ( التقضي ) للعيد !
ليس من اللائق فعلا ان نتعامل مع الريالات المتطايره في وقت الاستعداد للفرح بتهميش أو بتجاهل ، وكأننا لانراها ، الا حين نرى الفواتير التي تطالبنا بدفعها ، بل يجب ان نحسب لهذا الموقف الف حساب ، ونعد العده للروشته الاقتصاديه التي تحدثنا عنها في مقالات سابقه ! حيث ان للتعامل مع الاموال قاعده خاصه جدا تتراوح مابين اللين والشده ، وانتظار الاوقات التي فيها زيادة مصروفات ، ثم الاوقات التي يكون فيها استفاده من الادخار الذي يجب ان يكون الاستعداد له في كل المواسم ، كما ان القواعد في تعاملنا مع الاموال أو مع الفواتير ليس بتلك الصعوبه ، لأن الريالات ستتطاير لامحاله ، سواء شئنا أو أبينا ، بل ان اكثرنا يعتقد انه يمسك بزمام الامور ، وانه لم يتجاوز المعقول في المصروفات ، وان الفواتير ستطرق العيون المنتظره بخوف نتيجة لما كان من تصرفات اثناء الاستعداد لاي موسم يتطلب ( لخبطه ) ماليه ، يسميها البعض ( غصب عننا ) وهي بالفعل كذلك وخاصة في الكثير من المواقف التي تجعل اغلبنا بين مطرقة التاجر الجشع ، وسندان حاجتنا لتلك السلعه او ذاك المطلب .
ان ادارة الدخل اثناء المواسم الجميله مثل رمضان والعيد ، والترفق بالميزانيه المتعثرة عند الكثير من الناس ، تجعل مناسبة العيد على سبيل المثال وكأنها فرحتين ، فرحة الاستمتاع بالعيد واجواءه ، وفرحة الادارة المترفقه بكل ماتم صرفه او ادخاره للاسره فيما بعد ، حيث ان التعامل الحكيم مع الفواتير والمصروفات سيجنبنا لحظات الحسره على الافراط والتفريط في الصرف المجنون على ماليس ذو قيمه او فائدة او حاجه اثناء اقتناءه ، ان هذه الحسرات ستعلم اغلبنا درس في الاقتصاد المتخصص جدا في علم الادخار لم يتلقاه في مدرسة او جامعه أو حتى ندوة أو درس جماعي في حلقة او دائره متخصصه في هذا المجال ، بل انه اقوى من ذلك بكثير ، لأن اثره سيقلل من الفرح بالعيد ، وستكون الخطه القادمه ان هناك جزء من حاسباتنا ليست للصرف مهما كانت الاسباب ، انها بالعربي الفصيح ( لوقت الازمات ، ومواجهة الفواتير الغير متوقعه ) هل هناك من متفهم لهذه الدروس التي نتعلمها من ازماتنا ، اتمنى ذلك !
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال