الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وفقا لدراسة نشرتها صحيفتنا الرياض الاسبوع الماضي ومصدرها دورية (لانسيت) الطبية البريطانية وكشف عنها الاستشاري الدكتور محمد الشيف في مدينة الملك فهد الطبية أن المملكة تحتل المرتبة الثالثة عالمياً بنسبة ٨٦٪ في الخمول البدني وقلة النشاط الحركي، وتضيف المعلومة أن سكان المملكة يعانون من داء السكري من النوع الثاني بنسبة ٢٥-٣٠ ٪ والسمنة ٣٠-٣٥٪ ، هذه المعلومات طبية ولها
متخصصون يحللون أسبابها وآثارها، ولكن سوف أنظر لها من منظور آخر وهو هذه النسب والمقارنات التي دائما تضع المملكة في مراكز متأخرة وغريبة في كثير من الأحيان، وان كنت دائما ابحث في الجوانب الاقتصادية والمقارنات الدولية ووضع المملكة فيها، ويتبين الفروقات الشاسعة في التصنيفات والمراكز مع دول العالم الاخر. ومن جانب اخر ان كانت هذه المعلومات تؤثر على الحركة الاقتصادية في مثل هذه المعلومة التي بالتأكيد لها اثر سلبي في الإنتاجية والحركة الاقتصادية عموما.
هذه المرة كان التصنيف في موضوع يعود الى الطب والصحة والوضع الاجتماعي، وبغض النظر عن دقة المعلومة في احتلالنا المركز الثالث عالميا في الخمول وهو بالمناسبة مصطلح طريف يوحي بالكسل وقلة الحركة، فهل هذا صحيح؟ وأين يا ترى الأسباب؟ اذا سلمنا باننا شعب خمول وكسول فهل المقصود خمول التفكير او خمول الحركة او خمول الإنجاز او خمول حسن التعامل الاجتماعي وغيرها كثير، في رأيي ان اصعب واحرج انواع الخمول هو خمول التفكير والإبداع لانه يشل كل انواع التقدم والتطور ويجر الى انواع الخمول الاخرى وهذا يعود الى اسس التربية والتعليم من البدايات، وهذا بالتأكيد لدينا خلل كبير فيه،
اما الخمول الاجتماعي والتعامل والعلاقات فهذا ايضا واضح في كثرة السلبيات الاجتماعية واحترام الانظمة والتعدي على الخصوصيات والتصرف مع الغير، وان كنا لا نعمم هنا ولكنها الاكثرية التي تظهر بوضوح في مواقف وتصرفات اجتماعيه كثيرة. اما ما يتعلق بالخمول الجسدي والحركي فهذا قد يكون اكثرها شيوعا وانتشارا، ونحن شعب قليل الحركة وقليل ممارسة الرياضة، خاصة في المدارس وتحديدا للفتيات، وهناك بالتأكيد قصور في وضع برامج رياضية سواء في المدارس او انشاء اندية لممارسة الرياضة ،
والرئاسة العامة لرعاية الشباب ووزارة التربية والتعليم والامانات والبلديات عليها مسؤولية في هذا الجانب، لان تأثيراته لا تنعكس على صحة الجسم فقط وانما على تأثيره على وجود فئة يغلب عليها الركون وقلة الانتاجية وتأثير ذلك على المجتمع، واذكر في دراسة سابقة ان انتاجية السعودي في ساعات العمل تعتبر من اقل المستويات عالميا ويصل معدل انتاجيته الى ٣ ساعات يوميا فقط، وكل هذه ترتبط بعوامل سواء ترجع للخمول او الأنظمة، نحن مقبلون على تحديات وفترات حرجه لتعزيز انتاجية المجتمع ورفع مستوى الاداء لمواكبة ومنافسة دول العالم الاخرى ولكي لا نبقى محل مثل هذه المقارنات التي تسيء لسمعتنا وصورتنا في العالم الخارجي.
خاطرة: كل عام والجميع بخير ونسأل الله عز وجل لهذا البلد الأمن والاستقرار وندعو الله بالمغفرة لمن رحلوا عنا من الأخوة والأحباب والشفاء والصحة لنا ولأقربائنا إنه سميع مجيب.
-نقلاً عن “الرياض”-
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال