الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
باحث في مجال الأعمال
@alolayana
واصل فريق الهلال السعودي تقديم مفآجأته السارة لجماهيره بخبر الايرادات الضخمة لرعاية الفريق الأسبوع المنصرم التي قد تصل إلى 150 مليون ريال سنوياً. الحقيقة أن فريق الهلال من الفرق الرائدة في السعودية بل والمنطقة، حيث أنه من أكثر الفرق جماهيرية وتحقيقاً للبطولات. ولا تقتصر زعامة الهلال في كرة القدم وحسب، بل تمتد إلى مبادرات تخدم الجانب الرياضي ككل والمجتمع، فأول فريق دعم بيئة الاستثمار وجلب استثمار جاد للرياضة هو الهلال، وهوأول فريق طوّر وتبنى أحد لاعبيه من الناشئين حتى وصل للفريق الأول ثم ليصبح مدرباً عالمياً، وتحسب للهلال أيضاً مبادرات انسانية ومجتمعية من الصعب أن تجتمع في نادٍ محلي آخر في هذا الوقت. في هذا السياق, يجدر السؤال عن ما هي خطوة الهلال القادمة لجماهيره والمجتمع.
تتميز جماهير نادي الهلال بمشاركة ودعم الشركات الراعية للنادي, بدليل أن شركة موبايلي استطاعت أن تستفيد وتنتشر وتستحوذ على حصة رائعة في السوق السعودي من خلال القاعدة الجماهيرية الكبيرة لنادي الهلال. لكن, هل آن الوقت أن يقدم نادي الهلال مبادرة جريئة لجماهيره والنادي والوطن؟ وهل يستطيع الهلال استغلال القاعدة الجماهيرية لتوجيهم نحو عادات وطرق تفكير أفضل من أجل خدمة الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانته؟ وهل يبادر الهلال لتحفيز ودعم شباب وشابات الأعمال لتقديم مشاريع نوعية تخدمه وتخدم الاقتصاد الوطني؟
أعتقد أن الهلال وبقيادة المايسترو صاحب السمو الملكي الأمير عبدالرحمن بن مساعد قادر على استغلال القاعدة الجماهيرية العريضة لتحقيق منفعه أكبر للهلال، والجماهير، والاقتصاد الوطني ككل حيث يؤكد سموه في تغريدات يوم الخميس ١٨/٧/٢٠١٤ بخصوص الايرادات الجديدة بأن هذا “الدخل الأعلى والأهم للهلال لا يمكن أن يتأتى إلا بمشاركة جمهور الهلال الكبير في الخدمات التي تقدمها الشركات الراعية”. و لذلك فاعتقد بأنه حان الوقت ليقدم الهلال مبادرة للوطن تقوم بتحويل هذا الحب والتفاعل الإيجابي من الجمهور إلى مشروع يخدم مصلحة اقتصادية واجتماعية ووطنية كبرى.
المبادره تتلخص بدعم وتحفيز رواد ورائدات الأعمال والراغبين بالعمل الحر، من خلال توجيههم، ورعايتهم، واعطائهم المجال في اضفاء رونق الهلال على منتجاتهم وشركاتهم الحديثة. وسألخص هذه المبادره في ثلاث نقاط:
1- انشاء مسرع أعمال هلالي (Business Accelator): الهدف من مسرع الأعمال هو مشاركة واحتواء الأفكار والمشاريع القابلة لتحويلها لمنتجات وخدمات تجارية وربحية. أجزم بأن قطاع عريض من جمهور الهلال لديه أفكار ومنتجات ابداعية كثيرة سواءاً كانت مشروب خاص أو عادات وبرامج غذائية أو رحلات سياحية أو تطبيقات ذكية وألعاب الكترونية أو غيرها من الأفكار ويرغب بالاستفادة من نادي الهلال وعلاقاته من أجل الحصول على الخبرة والاستشارة ورأس المال الجرئ ومن ثم انتاجها وتقديمها للمستهلك بالشراكة مع نادي الهلال. غالبية الجماهير هم من فئة الشباب، ولديهم الأفكار الخلاقة والجديدة التي من الممكن أن تتحول لمشاريع تجارية التي تدر دخل كبير على النادي وعلى صاحب المشروع، وقد تنتج منتجات أو شركات تقدم قيمة مضافه للاقتصاد الوطني ناهيك عن التوظيف وتقليل البطاله، واستثمار وتوجيه طاقات الشباب وغيرها.
2- فرانشيز لشعارالهلال: هناك العديد من المشاريع الصغيرة ومشاريع الأسر المنتجه التي تقدم منتجات أو أكلات أو حلويات أو تنسق حفلات أفراح ومناسبات وقد يكون أصحاب هذه المشاريع من سيدات الأعمال و من قرى وهجر بعيده. من خلال هذه الخدمة، يستطيع أصحاب هذه المشاريع استخدام شعار النادي لتسهيل عملية الوصول للعميل وكتسويق لمنتجاتهم. كما يمكنهم تنسيق حفلات لجماهير النادي المنتشرين في كل أنحاء المملكة في المناسبات والانتصارات الهلالية في مدنهم أو قراهم. اعتقد أن السماح واعطاء امتياز استخدام لوقو واسم “الهلال” سيدعم منتجات ومبيعات ويقدم فرص رائعة لأصحاب هذه المشاريع. الهدف من أي حق امتياز (فرانشيز) هو ضمان تواجد العملاء المستمر. بالتأكيد, فإنه من حق الهلال التأكد من أن هذه المنتجات أو الخدمات تتوافق مع المعايير الهلاليه، ومن حقها أيضاً التأكد من جدواها المادية، لكن من الممكن أولاً اختبار جدوى هذا الامتياز لصاحب المشروع الصغير.
٣- نشر ثقافة وقيم ريادة الأعمال والعمل الحر: أشارت دراسة أعدتها منظمة العمل الدولية أن لفت الانتباه والتوعية بريادة الأعمال والعمل الحر من أهم الأسباب المؤثرة على بدأ الشباب للعمل الحر. يستطيع الهلال من خلال هذه الخدمة أن يحمل لافتات في بداية المباريات أو من خلال لافتات تحملها رابطة جماهير النادي أو من خلال أقنية النادي الأخرى كحساب تويتر وغيره وذلك لنشر قيم ريادة الاعمال و العمل الحر، مثل الاعتماد على النفس، وعدم الخوف من الفشل والتعلم منه، وتحمل المسؤولية والمبادرة والابتكار وغيرها من القيم التي تشجع الشباب بأن يسعى في الأرض ويستغل مهاراته وامكاناته التي وهبها الله إياها.
إن مطالبتي لنادي الهلال للقيام بهذه المهمه، لا تعني أن الأندية الأخرى لا تستطيع المساهمة والاستفادة من هذه المبادرة، لكن ومن خلال التجارب الماضية أدرك أن الهلال هو نادي رائد في المبادرات التي تخدم النادي والرياضة والوطن ككل. وأدرك أيضاً أن بقية الأندية سوف تتبع خطى الزعيم خاصةً في حال نجاح التجربة.
إن الرياضة لم تعد للهو واللعب والترفيه فقط، بل أصبحت منصه انسانية تُستخدم لتطوير واستغلال الموارد البشرية، وتنويع وتطوير موارد الاقتصاد، وتوجيه ثقافة المجتمع. وعلى الرغم من الاهتمام الكبير بالرياضة السعودية،إلا أن الرياضة في السعودية بحاجة إلى من يدفعها للتفاعل مع مجتمعها لصالحها وصالح الوطن ومكتسباته, ولا أحد أجدر بهذه المهمه –في ظني- من الزعيم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال